أسامة العبدالرحيم | أجراس: الطليعة… الفكرة التي لا تغيب

أسامة العبدالرحيم
أسامة العبدالرحيم

في عام 2012 كانت زيارتي الأولى إلى مبنى جريدة الطليعة لحضور اعتصام سلمي دعت له القوى المدنية في شارع الصحافة، ومنذ تلك اللحظة حرصت على ألا أكتفي بقراءة هذه الصحيفة العريقة، بل الكتابة في صفحاتها أيضا، وتحديدا قبل ثماني سنوات في أول أربعاء من شهر أبريل/نيسان كتبت أول مقالة لي في صحيفتي المفضلة ومدرستي الأولى، جريدة الطليعة التي احتضنت كتاباتي وصقلتها، وأعطتني مساحة أعبر فيها عن رأيي وأفكاري بكل حرية، نعم بكل «حرية». 

وفي الوقت الذي كان يحاول فيه البعض، وبكل أسف، بالنيّل من «الطليعة» إلا أنها استمرت آنذاك بشغف متابعيها وبعزم محلليها ومحرريها و روح شبابها الذي آمن بأفكارها الجامعة، وصان إرثها الوطني الديمقراطي. 

مثلت «الطليعة» لسان حال الحركة الوطنية والتقدمية، وساهمت في إثراء الحياة الديمقراطية الكويتية بعد الإستقلال، و دفعت ثمن مواقفها المشرفة على مدى التاريخ، فهددوها وعطلوها تارة، وتآمروا عليها تارة أخرى. 

هذه التحديات والعراقيل التي مرت بها «الطليعة» لأكثر من نصف قرن لم تثني القائمون عليها من الاستمرار بنشر رسالتها الوطنية العابرة للطوائف والقبائل والعوائل، وهي التي ارتبط اسمها بقامات وطنية تعلمنا منها المبدأ والشرف والشجاعة في الميدان السياسي، كالفقيد سامي المنيسرحمه الله  والدكتور أحمد الخطيب وعبدالله النيباري وأحمد الديين وأحمد النفيسي، وغيرهم الكثير مِن مَن ساهم في رفع لواء التيار الوطني الديمقراطي في الكويت. 

ذكرى تأسيس «الطليعة» عزيزة علينا، وخبر تصفيتها في عام 2016 كان محزنا، لكن إن كان يعتقد من يحاول طمس هذا التاريخ أنه قد قضى على الصوت الوطني والتقدمي فهو واهم، فرسالة «الطليعة» خالدة يحملها على عاتقه جيل شبابي وطني آمن بأن الفكرة يحملها الإنسان ويتوارثها البشر، وليس مبنى أو حجر.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *