أماني العنزي | هل أنتم سعداء؟

(1)

أتسائل دوما كيف نصنع السعادة؟ كيف نتحرر من رتابة أيامنا؟ كيف يستمر العطاء بمرور الأيام؟ هل نعيش أم نتعايش مع واقعنا؟

من يرافقنا ومن يتكامل معنا في صنع أيامنا؟ أيعقل أن تختصر السعادة بأشخاص فقط؟

أسئلة متكررة بداخلي لا أجد لها إجابات مقنعة، فكل ما أعرفه وأثق به أني ضد فكرة وجود من يكمل الآخر، وبأن الحياة قد تستمر أو تتوقف دونه.

وبمرورالأيام والسنوات ازدادت قناعاتي أن السعادة ليست مجرد أشخاص نعيش بالقرب منهم، نملكهم ويملكوننا،  إنها أشمل من هذا المعنى.

(2)

خلقنا الله مكتملين بذواتنا، ونتكامل مع الآخرين.. فلا تعيشوا  تحت سطوة الانتظار، واصنعوا سعادتكم، فإن بحثتم  عن وَهم   أشخاص يهبون لكم سعادتكم  ويصنعون لكم أيامكم، بلا شك  ستجدونهم  يرتبطون معكم بعلاقات  عاطفية أو اجتماعية أو أسرية، وغيرها من العلاقات الإنسانية التي قد تصبح بمرور الأيام علاقات رتيبة ومملة تحمل بجوهرها تبادل المنافع فقط!

فمنهم من سيستكثر وجوده معكم.. ومنهم من قد يتعالى عليكم.. ومنهم من يتمتع بالذكاء العاطفي ويعرف مدى حاجتكم لوجوده في حياتكم، فيتحول هذا النوع من العلاقات إلى ارتباط ضاغط خال من المشاعر فرضناه بإرادتناواختيارنا، وأجبرنا أنفسنا على التعايش معه.

(3)

لماذا نستنزف مشاعرنا وطاقاتنا مع الآخرين؟ وظّفوا طاقاتكم بالشكل الصحيح، وطوروا قدراتكم للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي دون الحاجة للآخر.

عيشوا بشغف حب الذات والحياة، وابحثوا عن السعادة بزوايا أرواحكم، فالسعادة تسكن داخلكم.. إنها هبه الرحمن، وهبها الله لنا، فما عليكم إلا أن تطرقوا بابها وسيفتح لكم الباب على مصراعيه.

(4)

لنمارس  هواياتنا.. لنسافر ونكتشف العالم، ولنبحث عن مهارات نعشق مزاولتها وعمن يشبهنا من الأصدقاء.

الحياة بدون شغف.. بدون طموح أو هدف، فارغة تشعرنا بالنقص، عندها سنبدأ مشوار البحث دون توقف عن  أشخاص يملئون ما نشعر به من نقص وفراغ.. وبطبيعتنا البشرية سيقع الكثير منا بخطأ الاختيار، ونعيش مرارة هذه العلاقات الفاشلة، من لم يبدأ البحث بعد عمن يصنع له أيامه.

توقف! إبدأ بنفسك، وابحث بداخلك، وأسعد نفسك أولا، عندها ستوفق بالاختيار وتنجح في جميع علاقاتك، سواء كانت عاطفية أو اجتماعية أو أسرية.

إذن: لنحدد ما نريد، ونشغل أنفسنا بما نراه مناسبا، فإن لم تفعل سيشغلك الآخرون بما يرونه مناسبا لهم. 

(٥)

هل أنتم سعداء؟

عندما لا تجدون وقتا للإجابة عن هذا السؤال، إذن أنتم سعداء!

البعض يبحث عن السعادة، والبعض يصنع السعادة.. ولكم حرية الاختيار!

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *