«البراء» لطارق حمد

طارق حمد
طارق حمد

صدر عن دار قرطاس للنشر رواية البراء للكاتب طارق حمد، ويقع الكتاب في 366 صفحة، ويتألف من مجموعة من القصص المشوقة والمعبرة المليئة بالحكم وعصارة تجارب الحياة. 

يدور الكتاب حول «البراء»، وهو شخصية واقعية لإنسان عانى الأمرين في حياته، ويئس من كل شيء حوله وتوصل لقناعة أن العالم الذي يعيش فيه ليس له أو مكانه، وأنه غير مناسب. 

«البراء» شاب سقط طوال مراحل حياته، فيعاود النهوض مجددا وكأنه يقول للحياة: سأواصل الحياة، إنسان وضعت أمامه جميع العقبات التي تمنعه من بلوغ أي شيء. 

وعلى الرغم من أن الكاتب قد سمع وشاهد العديد من القصص والروايات، إلا أن شخصية «البراء» استولت على انتباه «طارق حمد»، فهو بنظره مثال للإنسان المقاتل التي تتحرك نزعة اليأس في وجدانه أحيانا لكونه بشرا، ولكنه سرعان ما يستعد لإكمال جولة القتال التالية التي يكون خصمه اللدود فيها الحياة.

هذه الرواية عبرة للكثير من الناس، وربما دروس نتعلم منها، أن الحياة قد تسير أحيانا بالمقلوب، وهذا ما يحتم على الإنسان السير حسب مبادئه فقط ولو كان عكس اتجاهها، والحياة المقصودة هنا وفقا للكاتب ليست مقتصرة زو مختصرة على الدنيا، بل تشمل أيضا المجتمع والناس.  

ويترك الكاتب لـ«البراء» رواية قصته للقراء بنفسه، مع تطعيم القصة بمواضيع ومقالات أو آراء لكُتاب في مختلف المجالات الاجتماعية أو النفسية. 

ولم يختصر إعجاب الكاتب بـ«البراء» على شخصيته فقط، بل يصفه لنا رغم الصعوبات التي يواجهها، إلا أنه كان إنسانا راقيا جدا وأنيق الهندام، بشوش الوجه، حسن المظهر، تسبق أخلاقه كلامه، صاحب عقل ثقيل جدا. 

«البراء» قصة واحدة من بين العديد من قصص البشر الآخرين، فالكل يعتبر أن حكايته المأساوية العادية هي حدث الموسم وكأنه لم يعش أحد قبله ما عاشه من حزن، ولكن ما يميز «البراء» أنه شخص رغم مآسيه والصعوبات التي عاش ومر بها، لا يزال يحتفظ بقوته وصلابته ورباطة جأشه. 

مجموعة تجارب

«البراء» ليس مجرد قصة عابرة، بل هي مجموعة من تجارب الحياة مغلفة بدروس وعبر، لعل أبرزها: أن القوة والصلابة لا بد من أن يكونا السد المنيع في مواجهة ما تحمله لنا الحياة من مفاجآت بين ثناياها.

غلاف كتاب البراء
غلاف كتاب البراء

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *