طارق الفارس | القضية الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة .. حق العودة قرار (194)

طارق الفارس
طارق الفارس

متى ما أثيرت قضية فلسطين في أي محفل، مؤتمر ، تظاهرة أو إعلام، يتم تداول قرارت دولية تحمل أرقام دون أن ندقق على نصوص هذه القرارت، ولعل أهم هذه القرارت المتعلقة بحق العودة للفلسطينيين هو القرار رقم ١٩٤ لسنة ١٩٤٨، الذي خلص نحو إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة ووضع القدس تحت إشراف دولي دائم، وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع، بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام بفلسطين، وعلى حق الجميع الدخول إلى الأماكن المقدسة.

تكمن أهمية هذا القرار أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم هي حق مشروع لهم، وأن عودتهم تتوقف على اختيارهم الحر، لهم وحدهم، في مقابل دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يختارون عدم العودة وعن أي فقدان أو تلف للممتلكات بموجب مبادئ القانون الدولي والإنصاف، وينبغي أن تكون الحكومات أو السلطة مسئولة عن ذلك.

فأين تكمن أهمية هذا القرار بالنسبة للفلسطينيين؟

أولا: اعتبر الفلسطينيين شعب قد طرد من أرضه، وله الحق في العودة كشعب وليس كمجموعة أشخاص متضررين من الحرب، ويعد هذا الاعتبار فريد من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة، ولايوجد له نظير في أية حالة أخرى، لذلك يجب التمسك به فهو اعتراف ضمني بأحقية الفلسطينيين بأرضهم.

ثانيا: وضع آلية متكاملة لعودة اللاجئين من عدة بنود، منها:

 أكد على حقهم في العودة وتعويضهم عن جميع خسائرهم، سواء عادوا أو لم يعودوا. 

إنشاء مؤسسة دولية تسمى «وكالة الغوث» (الأونرا) لإغاثتهم، من حيث الطعام والصحة والسكن والتعليم إلى أن تتم عودتهم.

ثالثا: إنشاء لجنة التوفيق الدولية لتقوم بمهمة تسهيل عودتهم، وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي.

ولهذه الأسباب يسعى العدو الصهيوني الغاصب، وكل من يؤيده لإلغاء القرار (١٩٤)، لأن هذا القرار ومانتج عنه مثل وكالة الغوث يمثل الدليل القانوني والمادي لحقوق اللاجئين أهل الأرض والحق، حيث اشترطت الأمم المتحدة على الكيان الصهيوني (إسرائيل) قبل انضمامها الانصياع للقرار والتعهد بتنفيذ القرار،  إلا أن الكيان الصهيوني لم ينفذ القرار من ناحية، و اقتصر توجه الأمم المتحدة على «تجديد قلقها» دون أي إجراء فعلي على أرض الواقع من ناحية أخرى.

فالأمم المتحدة لم تطبق أية عقوبة أو رقابة فعلية لتنفيذ هذا القرار،  وهو أقل الحقوق الواجب اتباعها، وبذلك يكون الحق الشرعي هو عودة الأرض لأصحابها الأصليين، وإرجاع جميع حقوقهم المنهوبة والمسلوبة بالقهر والغصب والتعدي.

نعم، ستعود فلسطين أرض الأحرار، والقدس الشريف  عاصمة فلسطين الأبدية.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *