شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت صدى طيب لدى النقاد والأدباء والقراء.
ولكن ما كاد الكُتّاب الشباب يضعون بصمتهم على أول سلم النجاح، حتى أطلت جائحة كورونا برأسها الفتاك لتعيق قليلاً حركتهم وتقدمهم وبالتالي إغلاق أبواب معارض الكتاب في وجههم.
اليوم عاد الكُتّاب الشباب يتنفسون الصعداء بعد عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي وبالتالي بدء إقامة معارض على نطاق ضيق تشكّل نافذة أمل بالنسبة لهم.
وآخر هذه المعارض كان معرض «القلم المتميز» الذي شارك فيه مجموعة من الكُتاب الشباب الذين كان لنا وقفة معهم عن مشاركتهم وتأثير أزمة كورونا عليهم.
نور الطواري: تحسن تدريجي

نور الطواري مؤلفة كتاب «للخواطر نور»، وهو عبارة عن قصص أدبية شعرية، تم إصداره في شهر ديسمبر الماضي، حيث أكدت على أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير عليهم ككُتّاب لناحية إغلاق معارض الكتب، ولكن الأمور، تكمل نور، بدأت بالتحسن في الفترة الأخيرة وبدأت نسبة مبيعات الكتب تتحسن تدريجيا.
أما عن سبب اختيارها للخواطر لتبدأ بها مسيرتها الأدبية، ذكرت أنها تجد نفسها في هذا الاتجاه وترى أن الناس يفضلون هذا النوع من الكتب، وهو ما لمسته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقى صدى جيدا لقاء ما تنشره من خواطر.
حوراء الموسوي: رواية جديدة في الطريق

شاركت حوراء الموسوي برواية «عروس أسطنبول»، وهي الأولى لها، وكتبتها أثناء الاستراحات بين الحصص الدراسية، ووسط الزحمة، وقد أخذت كتابتها فترة 4 أشهر حتى انتهت منها.
تطرح رواية «عروس أسطنبول» أحداثا واقعية مستوحاة من الواقع، وتتناول عدة قضايا اجتماعية مخفية بين الدهاليز، وتدور حول شخص مر بتجربة التجنيد الإجباري عام 1989 وبسببه لجأ إلى الهند ومن ثم إلى الكويت، لينتقل إلى أحضان الوطن في وسط الغربة.
وتعتبر هذه المشاركة الثانية لحوراء في معارض خاصة بالكتب، مؤكدة على أنه من المفترض أن تكون المشاركات أكبر ولكن جائحة كورونا قيدت وشلت حركة المعارض
وحول إقبال الناس على القراءة، رأت حوراء أن هذا الأمر مرهون بيد الكاتب نفسه، فإذا كتب شيئا مميزا سيجبر الناس على قراءة ما يكتب والاستمتاع به، لافتة في المقابل إلى أن هناك من يكتب بهدف الحصول على لقب كاتب أو لأسباب مادية، لذا تكون الكتابات بعناوين ملفتة بمحتوى فارغ، بينما يكتب آخرون ما يرغب الناس به وما يعكس حاجتهم، والبعض الثالث ينشر كتبا لأسباب غير أدبية وهذا الشيء يقلل من قيمة الكتاب، ويرسخ لدى القارىء فكرة الخوف من القراءة، وهناك كتاب مبدعون يعملون على تطوير أنفسهم باستمرار وينتظرهم مستقبل باهر.
وتعكف حوارء حاليا على تحضير رواية جديدة من النوع الاجتماعي القائم على الرعب والأمراض النفسية والغموض.
مها العثمان: إصدارات باللغة الإنكليزية

شهدت السنوات الأخيرة توجه بعض الكُتّاب إلى الكتابة باللغة الإنكليزية، ومن بين هؤلاء مها العثمان التي شاركت في المعرض من خلال إصدار إصدار «My Demons &Me» وهو عبارة عن مجموعة من القصائد المكتوبة باللغة الإنكليزية تتكلم عن المشاكل الاجتماعية والنفسية والعاطفية التي يمر بها الإنسان منذ أن كان صغيرا حتى فترة نضوجه، مثل التنمر والاكتئاب ونقص الأمان وحب الذات
وتعتبر هذه المشاركة الأولى لمها في المعرض، حيث أشارت إلى أنه على الرغم من الآثار السلبية الكبيرة لجائحة كورونا، إلا أن الجانب الإيجابي منها أتاح لها الفرصة لكتابة كتابها والانتهاء منه خلال فترة الحظر.
وعن السبب وراء كتابتها باللغة الإنكليزية، بينت أن اللغة الإنكليزية لديها أفضل من العربية وبإمكانها التعبير بشكل أفضل من خلالها، وأنها بدأت في الكتابة منذ سن صغيرة جدا وتفاجأت بالكم الهائل من القراء الذي يفضلون القصائد المكتوبة باللغة الإنكليزية، لافتة إلى أن كتاباتها لا تنحصر بالقصائد، بل تتعداها إلى القصص القصيرة بالتعاون مع كتاب آخرين، على أن يكون الكتاب الثالث عبارة عن رواية.
عبدالعزيز أشكناني: دفعة إيجابية

قال عبد العزيز أشكناني مؤسس مهرجان «القلم المتميز»: بعد أن منعتنا كورونا من المعارض لفترة ناهزت السنة والنصف جاء هذا المعرض كتعويض عما فاتنا، وقررت أنا وزوجتي مؤسسي مهرجان «القلم المتميز» إقامة سلسلة من المعارض تحمل ذات الاسم، فبدأنا بالمؤلفين والكتاب في السلسة الأولى وفي السلسلة الثانية ارتأينا الجمع بين الكتاب والفن التشكيلي، والهدف من ذلك إعطاء الكُتّاب دفعة وطاقة إيجابية بسبب توقف المعارض بفعل جائحة كورونا. ولكن مصائب كورونا كانت فوائد عند عبد العزيز أشكناني، حيث استطاع خلال أزمة كورونا سنة 2020 إصدار كتابين، وفي 2021 أطلق كتابين آخرين هما «21 نقطة سوداء» و«ليالي إبليس» وهما من إصدار شركة قرطاس للنشر والتوزيع.
ريم الملا: الكويت بلغة عالمية

شاركت ريم الملا بثلاثة كتب باللغة الإنكليزية من إصدار «قرطاس» تتناول الحياة بشكل عام والحياة الاجتماعية والحب والصداقات، حيث أن لكل كتاب من كتبها الثلاثة فكرته وقصته.
فالكتاب الأول بعنوان «Sugar Skulls» يتكلم عن النفاق والكذب والكلام الذي نرغب بسماعه ولكنه مضر بنا. أما الكتاب الثاني «Heather Hopes» فيتطرق إلى موضوع الآمال المعلقة التي نفضل أن نظل فيها كالرغبة بالزواج من شخص لا نستطيع الارتباط به بسبب القبيلة والطائفة. بينما الكتاب الثالث، يتحدث عن الفرص التي نمنحها للأشخاص بصورة خاطئة
ولدى سؤالنا ريم عن سبب كتابتها باللغة الإنكليزية، أجابت: «أمثل أدب ديرتي بلغة عالمية».
خديجة كرم.. ولأصحاب الهمم كلمة

الكاتبة خديجة بدر كرم صاحبة الهمة القوية التي لم تدع الإعاقة تقف عائقا أمام طموحها وإبداعاتها، فكانت رواية «إعاقتي لم تعقني وأعاقني ألم القدر» التي تتكلم عن القوة الداخلية أمام الظروف الصعبة والأليمة التي يختبرها الإنسان طوال حياته، فكل إنسان بداخله قوة، ورب العالمين أوجدنا في هذه الحياة لنستمر في العطاء وممارسة شغفنا.
تتكلم الرواية عن كل شخص من ذوي الإعاقة، ولكن تتابع خديجة: «الحمدلله كنت من أسرة كانت السبب الأساسي في اندماجي بالمجتمع، وكانت العائلة المجتمع الأول الذي طبق معي معنى الدمج والانخراط مع من حولي»، مضيفة «كل إنسان بداخله فكرة تعيقه عن تحقيق هدفه يصنف من ضمن المعاقين، فهناك معاقون فكريا ممن ينظرون إلى إبداعات المجتمع بنظرة دونية».
تتجه خديجة حاليا نحو إصدارها الثاني الذي سيبصر النور قريبا ويتناول مجموعة من القصص الحقيقية بمنظور آخر وسيكون لها مشاركة في المعرض الذي تقيمه رابطة الأدباء في آخر أغسطس.
ساجدة الحاج حسن: النجاح مهمة الأبناء

للتعليم حصته في المعرض، حيث شاركت أخصائية الطفولة المبكرة ساجدة الحاج حسن التي تملك خبرة في مجال التعليم تمتد إلى أكثر من 15 عاما من خلال كتاب «لا تعلم أبناءك .. اجعل النجاح مهمتهم» الذي رغبت من خلاله تلخيص خبرتها والمعلومات التي لديها في كتاب يساعد أولياء الأمور في تعليم أبنائهم وتمييز المصادر الجيدة للتعلم الذاتي، لا سيما أنه خلال أزمة كورونا أصبح دور الأهل كبيرا ومهما في هذا المجال.
ويأتي هذا الكتاب من المؤلفة كإهداء لأولياء الأمور لمساعدتهم بالقيام بعملية التعلم على أكمل وجه وانتقاء المعلومات الجيدة ومساعدة أبنائهم في هذا الجانب.