«اليابان كما عرفتها» للدكتور فخري شهاب

غلاف كتاب اليابان كما عرفتها
غلاف كتاب اليابان كما عرفتها

عمل الدكتور فخري شهاب أعواما طويلة في اليابان، وهذا ما أتاح له التوغل في الحياة اليابانية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، وبالتالي الانبهار بعراقة هذه الدولة. 

هذا الانبهار لم يشأ فخري شهاب أن يظل حبيسا داخله، فأراد مشاركة العالم به، فكان كتاب «اليابان كما عرفتها» الذي يتحدث عن اليابان والإنسان فيها، حيث تتمتع الشخصية اليابانية وفقا له بإخلاصها المتناهي في العمل والإنتاج، ترافقها دقة غير عادية في إنجاز واجبات الفرد العادي اليومية. 

يتناول الكتاب أيضا إرث الشعب الياباني القديم وحاضره المليء بالتحديات، وخلال تناوله ذلك يقارن شهاب ما بين اليابان والدول العربية، ويطالب الأخيرة بأن تحذو حذوها، إذ أن اليابان رغم ما عانته من محن، عقدت النية وهي في أظلم ساعات محنتها أنها وإن خسرت الحرب، فإنها لن تثنيها عقبة عن كسب السلام، حيث أعادت النظر في استراتيجيتها وخططها، وعدلت عن الكثير من أهدافها الثانوية ودبلوماسيتها التقليدية، ووطدت العزم على التعاون مع قوى الاحتلال الغربية، وتجنب استفزاز مخاوفها، بل سعت جادة لكسب ثقتها، واتخذت منها أداة لبلوغ أهدافها الرئيسية التي لم تحد عنها. وقد تم لها ما أرادت، فإذا هي اليوم دولة عظمى جديدة تستدعي الإعجاب والإكبار، دولة قد أدركت سلما ما قد فات جحافلها أن تكسبه عنوة وقسرا.  

يهدف الكاتب من خلال هذا الكتاب إلى نشر التجربة اليابانية الفذة لعل السياسيين والمفكرين العرب يعيدون النظر في أساليب عملهم واستراتيجيتهم، وفي وسائلهم لبلوغ الأغراض القومية، والسير على خطى اليابان التي تحاشت استفزاز الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، وعدلت عن تحديه أو مقاومته عسكريا ودبلوماسيا، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حين قررت التعاون معه اقتصاديا وتكنولوجيا حتى بلغت حدا أصبحت معه قوة عظمى لا غنى  للغرب عن كسب ودها ومحالفتها، والاتجار معها. 

الغرض من تقديم الكتاب هذا إلى القراء العرب وفقا للكاتب، هو إعطاء صورة لمحاولات أمة شرقية متخلفة نجحت، بعد التعامل مع الغرب واللحاق به والانتصار عليه، مستخدمة في ذلك سبلا لم يكن للغرب من حيلة في رفضها أو الإعتراض عليها. 

ويعرض الكتاب كيف أقدمت اليابان، بعد أن استعادت بعض حريتها على تعديل الإصلاحات التي أدخلتها سلطات الاحتلال، لينتهي الكاتب بعرض مقومات المعجزة اليابانية الاقتصادية وكيف تحققت، وكيف أرغم الغرب الصناعي على قبولها وعلى دعوة اليابان لاحتلال مقعدها الدائم بين الدول الصناعية الكبرى السبع، التي تشرف على مستقبل الاقتصاد العالمي بأكمله وتصحيح مسيرته وتقويم اعوجاجاته المالية، كلما اقتضت ظروف النظام الرأسمالي ذلك.

تحفة فنية

أن إعجاب الكاتب بالشعب الياباني وقدرته على الصنع من الهزيمة نصرا هو ما دفعه ليضع بين أيدينا تحفة فنية تروي لنا عظمة الشعب الياباني، ولحقه بركب الحضارة العالمية بسرعة غير مسبوقة مع احتفاظه بالأهم من شمائله الخلقية وخصائصه الحضارية. 

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *