بدر علمدار: هناك من يربط بين صناعة المجسمات كهواية والإرث الجاهلي البائد

بدر علمدار أثناء صناعته لأحد المجسمات
بدر علمدار أثناء صناعته لأحد المجسمات

هوايته طغت على دراسته الأكاديمية، فرغم  أنه حاصل على الإجازة الجامعية في الحقوق ودبلوم الدراسات العليا في القانون العام، إلا أن يديه لم تتجه إلى كتابة المذكرات القانونية أو محاضر التحقيقات، بل إلى النحت هذه الهواية التي بدأت قصتها معه منذ الصغر في مراحل التعليم الأولى.

إنه بصورة مباشرة الفنان والنحات بدر فاضل علمدار، الحائز على جائزة مهرجان القرين الثقافي في الفنون التشكيلية عام ٢٠١٨ وعضو الجمعية الوطنية الأمريكية للنحت.

تنبأ له الفنان التشكيلي أمير عبدالرضا مؤسس جمعية الفنون التشكيلية وأحد رواد هذا الفن في الكويت بمستقبل كبير وواعد بعدما رأى إبداع علمدار عندما كان صغيرا في استخدام «الطين» وتجسيده المبسط للأشكال.

في عام ٢٠١٣ حدث تحوّل في مسيرته، ففي ذلك العام كان في رحلة علاج ابنته في الولايات المتحدة، وهناك تعاقد مع مدرب محترف في مجال النحت للاستفادة من خبراته واكتساب مهارات متقدمة وتطويرها بداية من دراسة علوم التشريح وصناعة القوالب الخاصة بالتماثيل انتهاء بصبها بالمادة النهائية، مثل الجبس و«الريزن» و«البرونز».

ورغم أن لهذا النوع من الفنون جمهورا كبيرا، إلا أنه بحسب  بدر علمدار يواجه معضلة من قبل بعض الاتجاهات التي تكفر القائمين على هذا الفن وكأنه جريمة تستحق القصاص، فهذه الاتجاهات، والكلام لعلمدار، تربط بين صناعة التماثيل كهواية ذات طابع فني جميل وبين إرث جاهلي بائد وهو الأصنام.

ويستغرب الفنان بدر علمدار من البعض الذي يحرص في رحلاته السياحية على زيارة المتاحف التي تضم تماثيل أثرية ويقوم بالتصوير معها ومن ثم يهاجم على من يصنعها، ويضيف في هذا المجال: أن «المسألة في الإطار الشرعي لاتزال محل بحث متشعب، والتحريم ليس مطلقا كما يعتقد الأغلب، ولكن ما يحزن أن يتم تكريمك خارجيا على المستوى الشخصي من قبل رئيسين سابقين للولايات المتحدة ومؤسسة إعلامية في ولاية تكساس، وفي المقابل نواجه بسيل من الهجوم والتكفير من قبل البعض في بلدنا».

وحول أبرز التحديات التي تواجهه كنحات، يقول بدر علمدار: «النحت من الفنون المكلفة ماديا، فلا أبالغ حين أقدر تكلفة عمل ارتفاعه ٥٠ سم على سبيل المثال قد يصل إلى آلاف الدنانير، هذا من جانب، كما أننا نحتاج إلى بيئة عمل مجهزة بالمعدات والمواد الخاصة بالنحت، وعندما يتم التفكير بإنتاج قطعة من البرونز حينها نحتاج إلى التعامل مع مسبك متخصص في صب المعادن وملم بالتعامل مع القطع الفنية، وهذا الأمرديشكل لنا كنحاتين معضلة كونه هذا النوع من المسابك غير متوفر في الكويت». 

مجسم كارل ماركس

في عام ٢٠١٧ توقف بدر فاضل علمدار عن هوايته مؤقتا، ولكنه عاد تاليا مقدما عملا مثيرا استغرق نحته ما يقارب ٦ أشهر، وهي نحت شخصية الفيلسوف الألماني كارل ماركس، وهذا العمل توزع بين النحت وصناعة القوالب والنسخ الشمعي وصولا إلى صب البرونز المتدرج الخشونة وفق المدرسة السوفييتية.

ويقول بدر حول هذه التحفةماركس شخصية عالمية ساهم بفكره وأطروحاته على إنهاء سيطرة طبقة معينة فرضت سطوتها الظالمة على الطبقة العمالية لعقود طويلة، وقد حرصت على متابعة أكثر التماثيل التي صنعت لماركس، وهي بالتأكيد أعمال رائعة، إلا أنه كانت لي رؤية خاصة في عملي تتمثل  بإبراز الملامح الأفريقية له التي غابت عن كل الأعمال، حيث أنه رغم جنسيته الألمانية  فقد كان يلقب بالزنجي لملامحه المميزة».

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *