«حافية على جسر الفرح» لطلال الماجد

طلال الماجد
طلال الماجد

قصة إنسانية مليئة بالعبر أراد بها الزميل الإعلامي طلال الماجد من ورائها إيصال رسالة بأن الشر مهما طال لن يستمر إلى الأبد وأن الخير سيطغى مهما وقفت في طريقه العوائق والعراقيل. 

وتتحدث القصة عن زوجين رزقهما الله بطفل (فواز) وطفلة (شيخة) بعد طول انتظار لأكثر من 10 سنوات. 

الطفل الأول للزوجين كان فواز الذي حاز على اهتمام الأسرة بأجمعها وخاصة والده وهذا ما جعل منه طفلاً عدوانياً وأنانياً لا يهمه سوى رغباته ومتطلباته حتى وإن كانت على حساب الآخرين. 

هذه الطباع كبرت مع فواز وباتت أسوأ ولطالما نبعت المدرسة والأم الأب إلى ضرورة الانتباه لها وجعل الطفل يتخلى عنها أو على الأقل التخفيف منها، إلا آذان الأب لم تكن تصغي لأي شيء يتعلق بولده على اعتبار أنه صبي. 

فواز مدلل والده كبر وأصبح شاباً مراهقاً، لكن بدل من أن ينكب اهتمامه على دراسته، صاحب شلة من أصحاب السوء جعلوه غارقاً في براثن المخدرات ولم تفلح أي محاولات لثنيه أو علاجه وهذا ما أحزن والده حزناً شديداً ليفارق بعدها الحياة، تاركاً زوجته لوحدها مع ابنتها المحبة شيخة في مواجهة الابن العاق فواز. 

بعد وفاة الأب، تصبح الأم وابنتها وحيدتين في مواجهة طمع ابنها الذي ما انفك يستولي على أموال والده ووالدته من أجل المخدرات وملذاته الخاصة ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل وصل طمعه إلى المنزل الذي يأويه هو ووالدته التي كان يُسيء معاملتها هو وزوجته التي كانت أصدق تطبيق للمثل القائل «الطيور على أشكالها تقع». 

طمع فواز وصل أيضاً إلى شقيقته شيخة التي زوّجها ا ظلماً من إنسان لا تحبه ولا تعرف عنه سوى اسمه ومن بعدها ادعى موتها من أجل الاستيلاء على ميراثها. 

يتزوج فواز ويشاء القدر أن يعيش مع ابنه نفس الأشياء التي عاشها مع والدها لناحية أنه رُزق بابن عاق أذاقه من نفس الكأس الذي أذاق به والده وهكذا يكون أخذ جزاء عدم بره لوالديه، فكما تدين تُدان. 

طعنة من الخلف

حقيقة النفس تتضح بعد امتلاك القدرة، وحقيقة الأشياء تتضح بعد امتلاكها، أن تسير حافي القدمين بطريق لا تعرف نهايته وتتحمل تلك الأوجاع من أجل من تحب، ولكن تتفاجأ بطعنة من الخلف ممن ضحيت لأجلهم، ذلك أمراً لا يمكن تحمله، أحياناً تود اختراق حاجز الذكرة لتدمير بعض منها وربما أغلبها، ويقف العقل عاجزاً عن تحليل وتبرير بعض الأمور، فكلما حاولت التعمق أكثر زاد الأمر غرابة.

غلاف قصة حافية على جسر الفرح
غلاف قصة حافية على جسر الفرح

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *