حسين الحربي | درة الخليج الغائبة

حسين الحربي
حسين الحربي

لطالما فرحنا بإنجازات وطننا، أو على الأصح بتاريخ هذه الإنجازات. فلقد كنا درة الخليج بدستور ديمقراطي، وبرلمان منتخب، ومسرح رائد ومشهد ثقافي مزدهر وسياحة داخلية ممتعة، وفريق رياضي متطور، مع ملاحظة أن الحياة حينها لم تكن «وردية» فقد كانت هناك أوجها عديدة من القصور والخلل.

أما اليوم، فغابت الإنجازات المعززة للحس الوطني، وأصبحت الشعارات الوطنية تستعمل في خارج سياقها الوطني، وصارت تستهدف فئات مختلفة في المجتمع، وانتشرت خطابات لم يألفها مجتمعنا، كما غاب الترفيه البريء، فتم التضييق على الحفلات الموسيقية الجميلة التي لطالما استمتعت بها الأجيال السابقة، عندما منعت الحفلات الموسيقية في الأماكن العامة وحصرها في أماكن محدودة وفق شروط وضوابط غريبة، وهو ما يعني التضييق على المجتمع وخصوصا على فئة الشباب التي هي بحاجة إلى اهتمام خاص ووسائل ترفيه.

هل نحن واعون إلى فئة الشباب لم تعش أي إنجاز حقيقي منذ فترة طويلة؟!

إن السياحة الداخلية في الكويت هي مجرد مجمعات تجارية بلا روح، أو تأجير «شاليهات» بأسعار مبالغ فيها، فهل نعي مرة أخرى أن الشباب ساخط وأن ذكرياته تخلو من أي إنجاز، بل هي على النقيض ممتلئة بأزمات سياسية، فهل نعي للمرة الثالثة أن الذاكرة الجمعية المثخنة في الخيبات لن ترحم المتسببين في هذا كله؟

لطالما فرحنا بذكرياتنا عن درة الخليج، ولكن في حال استمرارنا في هذا الانحدار فإن الأجيال القادمة ستتذكر تعاسة المشهد السياسي، وأن قاتل المرأة يسجن لمدة سنتان فقط ما لم يقم الحراك النسوي مشكورا بحملة يسلط فيها الضوء على القضية ويطالب فيها بمحاسبة المتسبب، وأنه لا يزال هنالك «بدون» مسلوبي الهوية والحقوق.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *