
«هااا ما توظفت؟ شكلك مستانس على القعده والبطالة! وين وصل رقمك بالديوان؟ ابشر يمه ما قبلوك؟»
أسئلة يواجهها الشباب الكويتي وهم لا يملكون أجوبة لها لأنهم أمام مستقبل مظلم وواقع مشوه وحق غائب، وهو ما يجبر الشباب لتشكيل جماعات ضغط للمطالبة بهدف السعي في الحصول على فرصة عمل تتيح لهم بناء حياتهم المهنية التي استثمروا فيها، ومن أجلها، خلال المراحل الدراسية أملا بهذا الحق.
ومؤخرا ظهرت حملة اقبول المهندسين المجتازينب التي انطلقت بعد إعلان التوظيف لمؤسسة البترول الكويتية بعد طول انتظار في ظل يقين شبابي بأن هناك شريحة من المتقدمين قد لا تقبل طلباتها بسبب بعض التعقيدات، وتطالب هذه الحملة بقبول جميع المهندسين الذين يجتازون شروط التقديم واختبارات القبول.
فالتعقيدات في شروط التقديم تقلص من الفرص، وتطيل الانتظار ما يقتل أمل شباب طامح أن يكون جزءا من عجلة الاقتصاد المحلي، وبالذات القطاع النفطي. إن اعلان مؤسسة البترول الكويتية الأخير جاء بعد قرابة ثلاث سنوات، مشترطا أن تكون شهادة الشخص الذي يرغب بالتوظيف لم يمض عليها ثلاث سنوات من تخرجه، وما يزيد الأمر تعقيدا هو شرط التأمينات الاجتماعية أن لا يكون سبق له العمل نهائيا، ما يجبر الراغبين في العمل بمؤسسة البترول الانتظار إلى أجل غير مسمى مكبلين بعدم القدرة على العمل في أي مكان، متمنين أن يأتي الإعلان قبل إكمالهم الـ 28 عام وهو شرط آخر يقتل حق فرصة العمل.
كان أمل المهندسين المجتازين في أن هناك شواغر عدة تفسح المجال لقبول جميع المجتازين، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار تأثير الجائحة على القوى العاملة من غير الكويتيين، وقد سبق للحكومة والمؤسسة التصريح رسميا وبمناسبات مختلفة عن رغبتها في الدفع بتطوير القوى العاملة الكويتية بإحلالهم في قطاعات الإنتاج الأساسية في البلد.
لكن جاءت نتائج القبول عاصفة على عدد كبير من هؤلاء الشباب، ولأسباب بعضها غير مفهوم. فمن النظرة الأولى يظهر التمييز بشكل جلي في تفضيل قبول الرجال على النساء في جميع التخصصات، رغم تحقيق النساء نتائج أعلى في تقييم الأفضلية. فعلى سبيل المثال، عدد النساء اللاتي اجتزن الاختبارات في الهندسة الميكانيكية 89 لم يقبل منهم إلا 14، في حين تم قبول 191 شاب. هنا يبرر هذا التمييز بموضوع الأعمال الشاقة، الذي يبدو كذلك مبهم، فجميع النساء المجتازات درسن في المرحلة الجامعية، وانتظرن هذه الفرصة، وما يجب لفت الانتباه له أن تحديد نوع العمل إن كان شاقا أو غير شاق يتم عبر قرعة وليس في هذه المرحلة من القبول، الأمر الذي يثير علامات استفهام.
حققت جماعة الضغط في فترة التقديم بعض النتائج الإيجابية، لكن مازال هناك عدد كبير يصارع من أجل حقه في فرصة عمل طالما انتطرها وسعى لتحقيقها، وقد أصبحت جماعات الضغط جزءا ووسيلة لنيل الحقوق في الكويت، ورغم ما تصقله هذه الممارسة الضاغطة على السلطات من رفع لوعي المواطن وإدراكه لواقعه وحقوقه، إلا أنها تستنزف الكثير من الطاقة الشبابية وتزرع حالة من الخوف على المستقبل، فالمطلوب إذن تظافر الجهود تمكين الشباب الكويتي والدفع به باتجاه المشاركة والبناء لاقتصاد منتج وفعال.