
كن كالأرض الخصبة التي تُحيل كل ما يُلقى في باطنها أخضراً مُزهراً.
كن كزهر «النوير» الذي يشق طريقه عبر الحجر رغم عقبات بني البشر.
كن كالمحار الذي يصنع من ذرّة الألم داناتٍ ثمينة.
كن كالفحم الذي تحوّل ماساً تحت الضغط القاهر والحرارة المهولة.
كن كالجوهرة التي يصقلها النصل الحاد فتعكس المزيد من الأنوار.
كن كاليرقة التي تتحول في نضجها إلى فراشة بالغة الجمال بعد ألم النمو وسبات الشرنقة.
كن كالطير في تساميه فوق السحاب، حيث يغدو كل شيءٍ صغيراً.
كن كالصقر في تحديده للهدف وتجاهله مالا يهم.
كن كالشجرة في تعففها وحسن ضيافتها للآخرين.
كن كالقصب في مرونته وتمايله مع تقلب الرياح، فلا يُكسر.
كن كالشمس في حتمية إشراقها مهما طال ظلام الليل.
كن كالقمر في سكونه وكتمانه، فنحن لا نرى وجهه المكتمل إلا في أيامٍ معدودات.
كن كالماء بلا «أنا» تعرقل تدفقه وجريانه.
كن كالوعاء في احتوائه الآخر دون إطلاق أي أحكام مسبقة عليه.
كن كالطفل في نقاء سريرته وسرعة غفرانه ونسيانه.
لكن قبل ذلك كله،
كن نفسك، تلك التي واريتها وألبستها رداءً ليس رداءها، قد تاقت لأن تتنفس الصعداء من جديد، فمتى ستستعيدها؟