
«لن تملك شيئاً وستكون سعيداً!»:كانت هذه إحدى توقعات كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، لمستقبلنا في عام 2030، وأتت هذه التوقعات على هيئة مقطع فيديو أثار حفيظة المشاهدين بشكل كبير، حيث توالت التعليقات السلبية و»عدم الإعجاب» مما اضطر المنتدى لسحب المقطع من قناة اليوتيوب، لكن لحسن الحظ فقد تم رفعه مجدداً من قبل عدة مستخدمين قاموا بتحميله مسبقاً ليراه الجميع. وبإمكانكم مشاهدته على هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=4zUjsEaKbkM
المقصود بهذه العبارة هو أن جميع المنتجات والسلع ستتحول إلى خدمات للإيجار، بما فيها الملابس وحتى أدوات الطهي، والتي ستصلنا «بكل سهولة» إلى عتبة أبوابنا عن طريق طائرات الدرون – وذلك وفقاً لرؤية المنتدى الاقتصادي العالمي. السؤال هنا: إذاً من سيملك كل شيء؟ أترك لكم الإجابة!
أما التوقعات الأخرى فتشمل النزوح والهجرات الجماعية بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وبينما أرى أن البشرية كانت قاسية بالفعل على الأرض، إلا أنه يتم الدفع بشكل كبير نحو هذه البروبجندا لغايات أخرى، فعلى سبيل المثال، تم القبض على 22 شخصاً بتهمة إشعال حريق في غابات الجزائر. (سي أن أن العربية، 13 أغسطس 2021)، وكذلك الحال في إيطاليا حيث رصدت كاميرات المراقبة مزارعاً يشعل حريقاً في الأرياف الإيطالية ثم اعتقلته الشرطة ( شبكة يورو نيوز 8 أغسطس 2021).
وعندما نرى أنه قد يتم سن ضريبة الكربون carbon credit ليس على المصانع فحسب، بل حتى على الأفراد تحت ذريعة الاحتباس الحراري، فذلك قد يعني مستقبلاً محدود الحركة نعيش حيواتنا فيه من خلال الشاشات الرقمية، ومن المثير للاهتمام أنه قد تم بالفعل البدء بنوع من الحظر البيئي climate lockdown في اليونان بعد الحرائق لحماية قاطني أثينا من الدخان وخطر الحريق (france 24، 4 أغسطس 2021).
كذلك فقد كان هنالك مقالاً تحت نفس العنوان على الصفحة الرسمية للمنتدى الاقتصادي العالمي كتبته الدنماركية إيدا آوكين Ida Aukenوتم إلغائه أيضاً لكثرة المعترضين على أجنداته، لكنه لايزال مرفوعاُ على موقع فوربز forbes حيث يصور لنا المستقبل –كما يتمنون– على أنه مثالي وجميل لكنه يحمل في طياته الكثير من القيود والمراقبة لأقصى خصوصياتنا: أفكارنا. وهنا اقتبس لكم جزءاً من المقال:
«أنزعج بين الفينة والأخرى أنني لا أملك أدنى خصوصية حقيقية، فلا يمكنني الذهاب إلى أي مكان دون أن يتم تسجيلي، وأدرك كذلك أنه يتم تسجيل كل شيء أفكر أو أقوم بعمله أو حتى أحلم به، أتمنى ألا يتم استخدام هذه المعلومات ضدي فحسب!»
وهنا لا يسعنا القول سوى أن نتمنى نحن بدورنا أن تكون هذه مجرد توقعات خاطئة أو خيالاً علمياً جامحاً فحسب، وأتسائل إن كانت تطبيقات الهاتف هي المدخل لتسجيل مواقعنا أينما ذهبنا. يبقى الإنسان مجبولاً على التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه من خلال الذهاب إلى المدرسة والعمل والسوق، فلا يمكن استبدال كل ذلك بالشاشة، وتبقى الخصوصية أسمى صور الحرية.