جريدة الديمقراطي جريدة الكترونية كويتية
كتب عبدالرزاق بهبهاني
في ليلة هادئة تم الاعلان عن بطولة جديدة مكونة من 15 فريق كرة قدم أوروبي لتأسيس البطولة وتكوين شركة مقرها أسبانيا، سيطلق عليها «دوري السوبر الأوروبي» على يكون نظام مبارياتها على ذات نمط دوري السلة الأمريكية NBA. وشكل الإعلان صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم وخصوصا الأوروبية.
وبغض النظر عن التراجع أو انسحاب عدد من الأندية بفضل الضغوط الجماهيرية، فإن الإعلان بحد ذاته يمهد لإعادة تشكيل خارطة الكرة العالمية، عندما نعلم أن التباحث حول هذه الفكرة جرى خلال سنوات ماضية، ولم يكن وليد اللحظة.
بالتأكيد الإغراءات المالية من وراء دوري السوبر الأوروبي كبيرة، فالقيمة التسويقية لنادي مانشستر يونايتد ارتفعت إلى 180 مليون جنيه استرليني بعد الإعلان، وقد أشار رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز إلى حصول الفريق المشارك على 552 مليون يورو والبطل على 250 مليون يورو اضافية اي بمجموع 802 مليون يورو، وهي جوائز تفوق ما يحصل عليه المشارك في دوري الأبطال حاليا حيث يحصل على 72.5 مليون يورو والبطل على 100 مليون يورو اضافية اي بمجموع 172.5 مليون يورو، ما دعى رؤساء الأندية الكبرى للمضيء قدما في هذا الاقتراح.
وكان من الملاحظ الموافقة السريعة لرئيس نادي برشلونة المنافس لريال مدريد على مثل هذا الأرقام، وهي دلالة على التركيز الاقتصادي والمالي للأندية هو الأساس التي سيقام عليه الدوري.
هجوم واعتراض
الهجوم على هذه الفكرة انطلق من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أليكسندر تشيفرين الذي شن حربا اعلامية بقوله: «لن نبيع كرة القدم لـ 12 ناديا.. ومن يشارك في بطولة السوبر الاوروبية سيمنع من المشاركة في كأس العالم والبطولات الأوروبية».
وقد مارست الجماهير الإنكليزية ضغوطات كبيرة على الأندية الست الكبرى في إنكلترا، من خلال التظاهرات الموسعة، بداية من جمهور توتنهام الى تشيلسي ثم آرسنال في لندن، إلى السيتي، حتى وصلت الموجة الى ليفربول ومانشسر يونايتد، ونجحت في إلغاء مباراة مانشستر يونايتد وليفربول، وكانت نتيجة انسحاب الأندية الإنكليزية.
تأجيل أم إلغاء
هذه الأحداث المتتالية أدت إلى تأجيل فكرة انطلاقة البطولة ولم تنهها، فالبعض اعتبر أن مثل هذا التحرك لإطلاق دوري جديد كان الهدف منه وسيلة ضغط على الاتحاد الأوروبي لتحسين العائدات المالية للأندية المشاركة في البطولات الأوروبية الحالية، فحين يرى البعض الآخر أن دوري السوبر الأوروبي لن يتوقف بل سيسير قدما خصوصا وأن هناك شروطا جزائية للفرق التي لن تلتزم باللعب فيها.
