في مسرحية على «هامان يا فرعون» التي قدمت على خشبة المسرح عام 1978، وشارك في بطولتها وتمثيلها نجوم المسرح، كالراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان الكبير سعد الفرج، وكذلك سعاد عبدالله وأسمهان توفيق وفوزية المشعل، وآخرون ممن جسدوا أدوارهم باتقان تام.
ورغم مرور أعوام وأعوام على تلك المسرحية، فإن أحداثها وتفاصيلها و»قفشاتها» لاتزال عالقة في أذهان الجميع، ولا يمل المشاهد من مشاهدتها مرات ومرات.
لن ندخل هنا في دهاليز هذه المسرحية، ولكننا سنتوقف أمام أحد المشاهد التي جسدت حالة تاريخية معينة، من خلال كتاب «عجائب الزمان لابن الزعفراني».
فهذا الكتاب بحسب المسرحية كان أقرب لكتاب تسجيلي أو توثيقي للتاريخ، سواء للبلدان أو الشخصيات من خلال بعض الأحداث، مع ذكر صفات تلك الشخصيات، محاسنها ومساوئها، بطريقة لم تخلو من الطرافة كما قدمت في المسرحية، وتفاعل معها الجمهور، وكذلك أيضا الممثلين، وهو ما بدا واضحا عند مشاهدة هذا الجزء.
وبعد ما يقارب 43 عاما، يعود ذلك الكتاب من جديد إلى الحياة، ليؤرخ ويسجل بين ثنايا صفحاته أسطرا لتكتمل به أجزاء الكتاب، أو يبدأ معه جزءا جديدا ليحفظ به للأجيال القادمة ما حدث بالأمس ويحدث اليوم، وما سيحدث غدا، علنا نستفيد من حاضرنا لنبني مستقبل أولادنا، الذين لا يعلمون إلى أين يتجه بنا وبهم المسار، فهل تكتب كلمات تلك الصفحات بأحبار زاهية وملونة، أم بأحبار سوداء نتسحر فيها على فرص ضاعت من بين أيدينا.