رأي الديمقراطي | في ذكرى الاحتلال

يصادف بعد غد الاثنين الثاني من أغسطس الذكرى الحادية والثلاثين للغزو العراقي للكويت سنة 1990، ذلك الحدث الذي كانت نتائجه كارثية بكافة المقاييس على المنطقة، فانقلبت المفاهيم رأسا على عقب، وتحولت مسارات قضايا الشرق الأوسط إلى اتجاهات  متعددة.

وعندما تحل هذه الذكرى، فإن آلامها تتواصل على الشعب الكويتي الذي عاش محنة الاحتلال وذاق صنوف العدوان والقهر، وقدم تضحياته ما بين أسير وشهيد حتى استعاد حريته ووطنه بفضل صموده الكبير في وجه المحتل وتمسكه بشرعيته الدستورية والوطنية.

واليوم بعد مرور هذه السنوات تبرز الحاجة لأهمية كتابة تاريخ تلك المرحلة للأجيال القادمة من قبل أشخاص وشخصيات عاشوا تفاصيل أحداثها، ليقدموا شهادتهم حتى لا تضيع وتتقادم وينالها النسيان فلا نستطيع العودة والرجوع إليها لنستفيد منها.

وهذا الاتجاه بدأنا نلحظه مؤخرا، سواء عبر نشر المذكرات الخاصة مثلما فعل الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبدالله بشارة في كتابه «الغزو في الزمن العابسالكويت قبل الغزو وبعده» أو الإصدار الوثائقي الكبير الذي أصدر مركز البحوث والدراسات الكويتية تحت عنوان «تاريخ الغزو العراقي لدولة الكويت» وقام بإعداده د. فيصل عادل الوزان وجاء في 6 أجزاء، إضافة إلى بعض أوراق ومحاضرات كما قدمها وكيل وزارة الخارجية السابق سليمان ماجد الشاهين في كتابه «الدبلوماسية الكويتية بين المحنة والمهنة» وهي محاولات مشكورة، وبالطبع هناك آخرون، ولكننا نطمع بالمزيد من الشهادات والتوثيق، فالغزو العراقي للكويت واحتلالها ليس مجرد حدث عابر انتهى بتحرير الكويت بعد سبعة أشهر، بل هو مطبوع في وجدان كل كويتي، وسيكون كذلك في وجدان الأجيال القادمة، كما أنه لايزال «مادة» تتناولها مراكز الأبحاث والدراسات لكشف تفاصيلها.

وعندما نستعيد هذه الذكرى، فإننا أحوج ما نكون إلى وحدتنا الوطنية في التغلب على أزماتنا، إلى تقاربنا واستقرارنا للحفاظ على كياننا.

شاهد أيضاً

رأي الديمقراطي | الحكومة المتعنتة وعناد الأغلبية

منذ التشكيل الوزاري الأخير الذي ظهر إلى الوحود بعد مخاض عسير، وحينها التقى رئيس الوزراء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *