انتهت الانتخابات التكميلية في الدائرة الخامسة التي جرت وقائعها يوم السبت الماضي (٢٢ مايو)، وأفضت لانتصار كبير للدكتور عبيد الوسمي، في وقت لم تقرأ الحكومة جيدا نتائجها والرغبة الشعبية العارمة في الإصلاح العام.
فلم تكد نتائج الانتخابات تظهر حتى اتخذت الحكومة قرارها بعدم حضور الجلسة الخاصة في اليوم التالي لمناقشة الاستجوابات المقررة لعدد من الوزراء، ثم ما لبثت أن امتنعت عن حضور الجلسة الاعتيادية التالية بحجة أن بعض النواب جلسوا في المقاعد المخصصة لهم.
كما أنه في ظل الرغبة الشعبية في الإصلاح يهوى بعض النواب ممارسة لعبة «القط والفأر» مع الحكومة، في محا،ولة من قبلهم عرقلة انعقاد الجلسات، لأن الحكومة «زعلانة» على عرف برلماني بجلوسها في «الصفوف الأمامية».
من الواضح أن هناك مسار يسير بخطين متوازيين، ونأمل بكل صدق التغلب عليهما، مسار الحكومة في التعطيل ومسار بعض النواب في التعطيل، فحال البلد اليوم متأزمة، ومصالح الناس متعطلة، وهناك جملة من القضايا من المفترض حلها لا إبقائها على حالها.
نحن لا نريد اليوم أن يرتكز نشاط النواب في تعطيل الجلسات، ولا نريد أن يكون أداء منهج الحكومة هو مقاطعة الجلسات، بل نريد امتثالا حقيقيا لنصوص الدستور، وأن تقبل الحكومة الممارسة البرلمانية في الرقابة الشعبية، وأن يعي النواب أن دورهم ليس بتصفية بعض الحسابات، وإنما بإعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية من جديد، وتقويم العمل البرلماني بأطره السليمة.