بمبادرة مجموعة من الأدباء الشباب في الكويت، وبالاتفاق والتنسيق مع مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين، أقيم معرض الكتاب الصيفي في أعقاب إعلان وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري عودة الأنشطة الثقافية تدريجيا مع ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها المعتادة في الكويت ومعها عادت بعض الأنشطة ومن بينها معرض الكتاب الصيفي الذي نظمته رابطة الأدباء الكويتيين، ويعد الفعالية الثقافية الأولى الخاصة بالكتب منذ جائحة كورونا التي أصابت الحياة بالشلل.
«الديمقراطي» كانت حاضرة في هذا المشهد الثقافي، وخرجت بهذا الانطباع:
ويأتي المعرض الذي يضم دور نشر كويتية كانفراجة لصناعة الكتب التي عانت كثيرا في الآونة الأخيرة، بسبب توقف معارض الكتب، محليا وعربيا ودوليا لفترة طويلة.

فاضل خلف شخصية المعرض
وأعرب الأديب فاضل خلف، شخصیة المعرض، عن سعادته باختیاره شخصیة المعرض قائلا إن هذا یدل على وفاء زملائي في الرابطة وتكریمهم لي.
وقال إن لمعرض الكتاب دورا مهما وأساسیا في التثقیف ونشر المعرفة، كما أنه یشكل فرصة للأدباء لعرض إصداراتهم وأفكارهم.
كانت انطلاقة فعاليات المعرض يوم السبت 21 أغسطس 2021 حيث استمر لثمانية أيام، انتهت يوم 28 أغسطس، بمشاركة 24 دار نشر بمجموعات متنوعة من الكتب التي تهتم بها مختلف شرائح المجتمع من الكبار والشباب وصولا لقصص الأطفال التوعویة. وشهد المعرض إقبالا متزایدا بعد أن توقفت الأنشطة فترة طویلة.
المطيري: مشروع ثقافي قادم

كشف المهندس حميدي المطيري أمين سر رابطة الأدباء الكويتيين أن السبب وراء إقامة الرابطة لمعرض الكتاب بهذا الوقت يعود إلى أنه بعد انقطاع فترة طويلة نظراً لظروف جائحة كورونا، حيث ارتأت الرابطة إقامة نشاط معرض صيفي إيذانا بعودة الأوضاع لمجراها الطبيعي.
وأبدى المطيري سعادته بعودة الحياة للأنشطة الثقافية وإعادة دوران عجلتها إلى سابق عهدها، وهذا في الأساس دورها، أي خدمة المجتمع في دعم الثقافة والحراك الثقافي والقراءة ليكون لدينا جيلا شابا يهتم بهذا الجانب والذي يرتقي من خلاله بأخلاقه وفكره وسلوكه وتعامله مع الآخر وكل هذه الأمور تتأتى من القراءة ولذلك اختارت الرابطة الأستاذ فاضل خلف وهو أحد مؤسسي رابطة الأدباء بأن يكون شخصية المعرض.
وعن جديد الرابطة، لفت المطيري إلى أنه بعد الانتهاء من المعرض الصيفي للكتاب، ندرس فكرة إقامة معرض للكتب المستعملة محاولة منا لإشراك أكبر شريحة من المهتمين بالأدب، إلى جانب برنامج «أكاديمية الادب» بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكانت الخطة في الأساس أن تقام في الصيف فقط ولكن هذه السنة وبعد توقيع بروتوكول تعاون مع المجلس الوطني ارتأينا أن نطور من هذه الأكاديمية بحيث تكون مدتها أطول وتضم شريحة أكبر من المهتمين بالكتابة الإبداعية وبالتالي جعلناها من أكتوبر إلى شهر أبريل القادم، حيث يكون هناك ورشتين في كل شهر تمتدان على مدار أسبوعين لكل ورشة ويكون المجموع 12 ورشة.
العنزي: مشاركة كبيرة

أكدت إيمان العنزي (اللجنة المنظمة) أن الانقطاع عن معرض الكتاب لمدة عامين متواصلين دفع برابطة الأدباء أن تحمل على عاتقها المبادرة وفتح ستار المعارض والمشاريع الأدبية من خلال هذا المعرض المصغر احتفاء بعودة الحياة لطبيعتها ابتداء من رئة الثقافة في الكويت عبر رابطة الأدباء.
وقالت العنزي: المشاركة الكبيرة لدور النشر جعلت المعرض ناجحا نظرا لمبادرتهم وسرعة التسجيل التي لم نكن نتوقعها.
وبينت العنزي أن المشاركين في المعرض تنوعوا ما بين دور نشر شبابية ودور نشر عريقة، فضلا عن مشاركة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والهيئة العامة لذوي الإعاقة، موجهة الشكر لكل المشاركين من دور النشر واللجنة المنظمة والرابطة على احتضان مثل هذه الفعاليات.
الساحة الثقافية تنتظر المزيد

أكد الكاتب وصاحب «شركة قرطاس للنشر والتوزيع» علي حسين العوضي أن إقامة المعرض الصيفي للكتاب بتنظيم من رابطة الأدباء الكويتيين ساهم بشكل كبير وملموس في إنعاش الحركة الثقافية في الكويت بعدما توقفت بسبب أزمة كورونا، مشيرا إلى أن المشاركة الكبيرة من دور النشر الشبابية في الكويت فيه هذا يؤكد أن الساحة الثقافية في الكويت متعطشة وتحتاج إلى هذا النوع المعارض، وبالتالي تشارك «قرطاس» من هذا المنطلق «قرطاس» إصداراتها لمختلف الجمهور الثقافي الكويتي.
وأوضح العوضي أن «قرطاس» دار نشر شبابية ظهرت على الساحة عام 2019، استطاعت خلال هذه الفترة القصيرة من احتلال مكانة متميزة بين دور نشر الكويتية، وينصب هدف الدار الأول على استقطاب الطاقات الشبابية من الجنسين ليس فقط من داخل الكويت، إنما أيضا من خارجها، مبينا التنوع الكبير في الكتاب من مصر والسعودية والبحرين وغيرهم.
وكشف العوضي أنه رغم أزمة كورونا، إلا أن «قرطاس» لم تتوقف عن الإصدارات الجديدة واستمرت في إصدار مجموعة من الكتب في مختلف المجالات السياسية، القصة القصيرة، قصص الأطفال، الخواطر، فضلا عن 3 إصدارات للأستاذ أحمد الديين في بداية هذا العام.
وعن خطط «قرطاس» القادمة، أكد العوضي على أن الخطط كبيرة ومن بينها استمرار دورات «كيف تكتب كتابك الأول» و«فن الرواية» واستقطاب المواهب الشبابية وتدريبها.
نقطة التقاء
أكد المدير التنفيذي لدار «مرايا» للنشر والتوزيع سعد الأحمد أن هذه المشاركة الأولى لهم في معرض رابطة الأدباء الذي يتضح من خلاله الجهود الكبيرة من قبل القائمين عليه، لتنظيم مثل هذا المعرض، موجها الشكر لهم.
ورأى أن المعرض نقطة التقاء مع الأدباء والأصدقاء ودور النشر، آملا بعودة الأمور إلى سابق عهدها، وأن تذهب غمة كورونا بعيدا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإقبال كان جيدا ومرضيا، وأن وتهافت الناس على المعرض دليل على تعطشهم لهذا النوع من المعارض.
وشدد الأحمد على أن جائحة كورونا أثرت على دور النشر بأكملها لناحية توقف حركة البيع ما أضرّ بها كثيرا، مؤكدا على أنه لا يمكن الاستعاضة بالبيع أونلاين عن الاحتكاك المباشر مع الناس، فلا شيء ممكن يعوّض هذا الشعور والتواصل والاحتكاك ما بين البائع والمشتري.
وعن جديد دار «مرايا»، قال الأحمد: دار مرايا التي كانت في السابق «دار مسارات» حيث شهدت العديد من التغيرات والتجديد، بعد تغيير طريقة عملها وفكرها وتقديم كتب جديدة ومترجمة من لغات مختلفة، منها اليونانية والفارسية والفرنسية والإنكليزية وقريبا التركية، إضافة إلى كتب محلية وروايات عربية وخليجية.
«شغف» نحو الكتب
من جهته، عبّر الكاتب أحمد شامل من دار «شغف» عن سعادته بهذا المعرض، وقال: بعد انقطاع دام سنتين من الجيد أن الناس لا تزال تملك نفس الشغف واللهفة اتجاه معارض الكتاب، ونأمل التحسن التدريجي في الأيام القادمة.
وأوضح أن هذه ليست المشاركة الأولى لنا في المعارض ولكن هذه المرة الأولى التي تقيم فيها رابطة الأدباء معرضا فعليا لدور النشر، مؤكدا على أنه مهما كان التقدم التكنولوجي متقدما، فمن الصعب أن تحل مكان المعارض، لأن هناك حنين وعلاقة خاصة تجمع بعض الناس مع الكتاب الورقي.
عودة النشاط الثقافي
بدوره، لفت الكاتب علي أشكناني صاحب دار نشر «حكاية» إلى أن هذه المشاركة الأولى لهم مع رابطة الأدباء، إلا أنهم كان لهم مشاركات متنوعة في معارض الكتاب بدول الخليج، مبديا سعادته برجوع النشاط الثقافي بعد فترة توقف بسبب جائحة كورونا وكاشفا عن مشاركتهم في معرضي الرياض والشارقة للكتاب.
ولفت أشكناني إلى أن كورونا أثرت سلبا على دور النشر لاسيما أن أغلب مبيعاتها تأتي من المعارض الكتاب التي توقفت في كل دول الخليج، لكنها في المقابل منحت بعض الكُتاب وقتا للكتابة، وأضاف أنه رغم تزايد مبيعات البيع عن طريق الانترنت إلا أنها لا تعوض معارض الكتاب.
وقد شارك علي أشكناني برواية «هل أتاك حديث الغريب» التي تدور أحداثها في مخيمات اللاجئين في اليونان وتتكلم عن كاتب كويتي يكون على حافة الانهيار إلى أن يجد إشارة تشير له بالذهاب إلى هناك للبحث عن شخص وجده صدفة في إحدى الكتابات ولكنه في النهاية يجد ذاته .
زوار المعرض
هذا وكان لـ«الديمقراطي» وقفة مع زوار المعرض الذين توافدوا بلهفة لتصفح الكتب والاختيار من بينها ما يشبع شغفهم وغاب عن ذاكرة تصفحهم الإلكترونية.
وفي هذا المجال، قالت نورا السميط: «كزائرة أحببت المعرض وطريقة تنظيمه، وبالنسبة لي لا يمكن لأي شيء أن يحل مكان المعارض، إذ أن لها نكهة خاصة»، مضيفة على أن هناك إصدارات كثيرة ومتنوعة في دور النشر، المعلومات فيها شيقة.
إرادة الحياة..تنتصر
ولفت محمد إلى أن إقامة أي فعالية ثقافية في هذا التوقيت علامة على إرادة الحياة رغم ما يمر به العالم بسبب جائحة «كورونا»، موضحا أن عودة المعارض للواجهة مرة أخرى يعد متنفسا لنا كعشاق للكتب والقراءة بعد عام ونصف العام من التوقف، خصوصا أن معرض الكتاب هو معرض مخصص للقاء الجمهور بشكل مباشر مع الكُتاب والورق.
فرصة للتراكم المعرفي
وأبدت عالية سعادتها بعودة نشاط معارض الكتب، واصفة إياها بأنها أعراس ثقافية تأخذ أحيانا شكل الكرنفال احتفاء بصدور كتب جديدة تصل للقارئ زائر المعرض بشكل مباشر، وهي نشاط متكامل لجمهور عريض من القراء وبهذا فإنها تعتبر محفزا مهما للقراءة، وتحض عليها أكثر، وهذا ما نحتاجه لزيادة نسبة الاطلاع والقراءة، ومن ثم التراكم المعرفي عند الجماهير.
سحر الكتاب الورقي
ورأى راكان أن إقبال جمهور القراء على حضور معارض الكتاب يظل المعيار الأهم لنجاحها، ورغم تطور وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السنوات الأخيرة، وتعدد وسائل وتطبيقات القراءة الرقمية، إلا أن الكتاب الورقي لا يزال محتفظا بسحره وسره الذي يأسر القطاع الأكبر من القراء من مختلف الأعمار، فتراهم حتى الآن يترقبون بشدة أجواء المعارض ويخططون لزيارتها والتجول بين أجنحة دور النشر، ومرور الأعين على أرفف الكتب واستعراض الأغلفة والعناوين، قبل سحب النسخ والاطلاع على مقدمة الكتاب وفهرس الموضوعات وسيرة المؤلف تمهيدا لشراء الكتاب أو استبعاد الفكرة، بخلاف فرص لقاء الكتاب المفضلين لهم والحوار معهم والحصول على توقيعاتهم والتقاط الصور التذكارية.