
الخميس 2 أغسطس عام 1990، بدأت القوات العراقية غزوها للأراضي الكويتية، وتمر الذكرى الـ31 عاما على ذلك الحدث الذي تناولته تحليلات السياسيين والمؤرخين. ولأن تخليد الأحداث البارزة من خلال الأحداث الرياضية والحوادث العسكرية والمسرح والسينما والأعمال الأدبية يكون صاحب العمر الأطول في الأذهان، فالتعلق بالشخصيات التي قدمت على البطولات على الصعيد الرياضي والعسكري أو في المسرحيات والأفلام والروايات تجعل القارئ والمشاهد شريكاً في هذه الأحداث وحاكماً عليها.
وفي هذه الذكرى، حاولت أن أجمع أبرز الأحداث الرياضية والعسكرية والأعمال الفنية والأدبية التي تناولت أحداث الغزو العراقي الغاشم على الكويت.
فمنذ احتلال العراق للكويت في العام 1990، لم يغب الحديث عن الغزو وتداعياته سواء عن البطولات التي حدثت على المستوى الرياضي والعسكري أو في الدراما التلفزيونية الكويتية التي تعددت طرق تناولها للحدث الأبرز في تاريخ البلاد الحديث، بين توثيق الغزو أو تأثيراته على حياة أفراد المجتمع.
وبعد مرور نحو ثلاثة عقود على الغزو العراقي للكويت، ما يزال الحديث عنه حاضراً في يومياتنا ككويتيين وحتى كخليجيين، حيث يظهر في وسائل الإعلام والمسلسلات والديوانيات وتدوينات أبناء الخليج ككل على مواقع التواصل الاجتماعي، بكل صورة من القصص المأساوية إلى الإعدامات الجماعية، مروراً بإحراق آبار النفط والدمار والخراب الكبير في البنية التحتية.
رياضياً «الكويت تطرد العراق»
على المستوى الرياضي كان هناك دور كبير وجهود مبذولة قاموا بها البعض من رجالات الوطن لجمع الشتات والنهوض بالحركة الرياضة الكويتية من لم شمل وتنظيم صفوف الرياضيين الكويتيين في عاصمة الخير «الرياض» للمشاركة برفع علم الكويت في آسياد بكين ابان الغزو العراقي الغاشم، والحدث المهم كان أثناء انعقاد أول اجتماع للجمعية العمومية للمجلس الاولمبي الاسيوي في بكين وذلك بعد الغزو العراقي الغاشم على الكويت وتحديداّ في سبتمبر 1990 وبحضور الوفد الكويتي المشارك برئاسة الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح – رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية والسيد/ عبيد زايد العنزي – أمين السر العام للجنة الأولمبية الكويتية والسيد/ فؤاد الفلاح – عضو اللجنة الأولمبية الكويتية وحصل حينها أول انتصار للكويت على العراق ليس على المستوى العسكري بل على المستوى الرياضي من خلال طرد العراق ووفدها كاملاَ من عضوية المجلس الاولمبي الاسيوي وحرمانه من المشاركة في البطولات الآسيوية، فكانت الفرحة عارمة في العديد من الدول حول العالم وخصوصاً المقاومين للطغاة في الكويت هو انتصار أول لا مثيل له.
المجلس الأولمبي الآسيوي منظمة دولية تضم في عضويتها أكثر من 45 دولة آسيوية من كازاخستان في شمال آسيا إلى إندونيسيا في جنوبها، ومن اليابان في غربها إلى لبنان في شرقها.
حرب «عاصفة الصحراء»
في 17 يناير 1991، بدأت أول غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولية إعلانا لبدء عمليات «عاصفة الصحراء» لتحرير دولة الكويت، وفي 19 يناير 1991 تم نقل طائرات الهليكوبتر من قاعدة الملك عبد العزيز البحرية في الجبيل إلى منطقة أمامية استعداد للمعركة البرية حيث قامت طائرات الغزال في المفرزة 20 بالمشاركة في الحرب البرية وقام تشكيل بقيادة المقدم طيار أنور المطاوعة والرائد وليد العطار مع طائرة من دولة الإمارات بتدمير دبابتين عراقيتين.
وقامت إحدى طائرات الغزال بقيادة الرائد طيار عبيد زايد العنزي بأسر أكثر من 400 عسكري عراقياً شمال الخفجي، ومن حسن الحظ كان يتواجد صحفي أمريكي من ال CNN مرابط للقوات للأمريكية قام بإلتقاط صورة فوتوغرافية للحدث لتوثيقها.
وفي 24 فبراير 1991 توغلت قوات التحالف فجرا في الأراضي الكويتية والعراقية وقسم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية حيث توجهت المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت والثانية لمحاصرة جناح الجيش العراقي غرب الكويت أما الثالثة فكانت مهمتها التحرك في أقصى الغرب والدخول جنوب الأراضي العراقية لقطع كل الإمدادات عن الجيش العراقي.
وفجر 26 فبراير 1991 اندحر الجيش العراقي من الكويت بعد أن قام بإشعال النار في حقول النفط، ليتم الإعلان عن تحرير الكويت بعد مرور 100 ساعة من انطلاق الحملة البرية.
وقد كان المسرح الكويتي هو الصورة والمرآة الأولى، التي عكست كل ما عاناه الكويتيون والشرفاء ممن عاصروا تلك التجربة المريرة على مدى أشهر سبعة، استشهد فيها من استشهد، وفقد فيها من فقد، واصيب خلالها من اصيب.
مسرحية «فري كويت» و «عاصفة الصحراء»
للفنان عبد العزيز المسلم تناولا الحدث بأسلوب كوميدي يخفف الشدّة على الشعب الكويتي وكانتا أولى المسرحيات التي وثّقت حياة الصامدين بالداخل، ومعاناتهم مع الاحتلال طيلة الغزو العراقي الغاشم، وتسليط الضوء على بطولات وتضحيات الشهداء، بالإضافة إلى الأسرى المفقودين من الكويتيين والمقيمين الشرفاء»، ونجحت هذه المسرحيات نجاحاً شعبياً كبيراً، إلّا أنها لم تأخذ حقها من الانتشار والتركيز الإعلامي.
مسرحية «سيف العرب»
مسرحية كوميدية كويتية عرضت عام 1992، وهي تحكي عن فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990. كتبها عبد الحسين عبد الرضا وأخرجتها رقية الكوت، وقام ببطولتها عبد الحسين عبد الرضا، حياة الفهد، خالد العبيد، مريم الصالح، أحمد جوهر وطارق العلي. تتناول المسرحية في إطار كوميدي اجتماعي، فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وما تعرض له الكويتيين والعراقيين على حد سوء خلال فترة العدوان، من خلال التغيرات الاجتماعية التي طرأت على كلا المجتمعين في تلك الفترة وهي من أشهر المسرحيات انتشاراً.
مسرحية «مخروش طاح بكروش»
هي مسرحية سياسية اجتماعية كوميدية من تأليف مبارك الحشاش وإخراج بدر محارب – عبد الناصر الزاير ، عرضت في الكويت سنة 1993 وهي تمثل ما فعلوه جماعة الطاغية صدام حسين بالكويت وكيفية الاستيلاء على الكويت من جميع النواحي والتي ناقشتها المسرحية بشكل كوميدي
فيلم «العاصفة»
من إنتاج سنة 2001، أخرجه وشارك في تأليفه المخرج خالد يوسف، من بطولة الفنانة يسرا وهاني سلامة، ومحمد نجاتي، إذ تصوّر أحداث الفيلم المأساة من خلال الأم هدى (يسرا) وهي أم لشابين، المهندس الشاب الذي يعمل بالخليج (محمد نجاتي)، والذي أرغمته ظروف وواقع لم يختره أن يكون مع القوات العراقية، في مواجهة أخيه (هاني سلامة) الذي التحق بالقوات المصرية المشاركة في تحرير الكويت، ومن أبرز مشاهد الفيلم مشهد علي (هاني سلامة) وهو يبكي بعد أن يتلقى أمرا عسكريا من قائده الضرب بالمدفع، وهو يعلم أن أخيه على الجانب الآخر من المواجهة.
فيلم «Three Kings»
أما عن السينما الأمريكية، فكان أيضا لها نصيب من تناول ذلك الحدث من خلال فيلم «Three Kings» الذي أنتج عام 1999، من بطولة جورج كلوني، الذي يحكي عن فترة ما بعد الحرب عن جنود من الجيش الأمريكي يذهبون إلى العراق، ويخططون لسرقة كمية هائلة من الذهب، وتتحدث الشائعات عن أن هذا الذهب مخبأ في مكانٍ قريب من قاعدتهم الصحراوية، وبعد ذلك يعثرون على خريطة يؤمنون أنها ستقودهم إلى الكنز الكبير، ولكنهم يقومون بمساعدة الثوار العراقيين ضد نظام صدام حسين للهروب من العراق ويقومون بتوزيع الذهب لهم بعد أن يحصلون عليه ويدخلون في اشتباكات مع جنود صدام ويموت أحدهم ويطلب أن يدفن في العراق، وشارك في هذا الفيلم ممثلون عراقيون من بينهم الممثل العراقي قائد النعماني.
فيلم «حبيب الارض»
شخصية الشاعر فايق عبد الجليل الذي أسرته قوات الاحتلال العراقي، ثم استشهد دفاعا عن وطنه، وكان للشهيد الشاعر مكانة مرموقة حظي بها في الأوساط الشعرية الخليجية، فقد كان شخصية كويتية كبيرة وملهمة أثرت في كل من حولها، فكان يحب الكويت وأرضها وكانت تسكن في عينيه وبين صفحات اعماله، فهو قدوة ومثال للجميع على العطاء والبذل.
فيلم «سرب الحمام»
يدور حول مجموعة من شباب المقاومة الذين يخوضون معركة ملحمية مع جيش النظام العراقي المحتل، ويوثق لشهداء القرين ويؤكد قوة التلاحم الكويتي في التصدي لأي محاولات تحاول المساس بأمن وأمان وطنهم الحبيب، ويظهر هذا في مقاومة الرجال والنساء والشباب بكل ما أوتوا من قوة لتحرير الكويت من براثن الاحتلال.
فيلم هندي “AIRLIFT”
يحكي قصة نقل 170 ألف شخص من الجالية الهندية في الكويت أثناء الغزو العراقي الغاشم إلى الهند عبر عمّان، وهي تعتبر أكبر عملية إخلاء جوي بالتاريخ.
مسلسل «كان في كل زمان»
مسلسل كويتي عرض في رمضان 2017، يتكون من 12 قصة درامية، أحد تلك القصص تناولت الغزو العراقي، وتحكي الأحداث عن (طيبة) التي جسدت دورها الفنانة الكويتية سعاد العبد الله، طبيبة في أحد مستشفيات الكويت، عندما يقتحم الجيش العراقي البلد الخليجي المجاور، ويعتقل زوجها الذي يشغل رتبة لواء في الجيش الكويتي، لتنشط طيبة وبناتها في العمل المقاوم بإيصال الأسلحة للمقاومة ومعالجة المصابين.
مسلسل «ساهر الليل»
اعتمد على خمسة مراجع تاريخية معتمدة، رصدت بشكل واقعي الحالة التي مرت بها الكويت أثناء الغزو العراقي، العمل كان يتحدث عن مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت، وحاول المسلسل أن يوضح للأجيال اللاحقة بصورة واقعية كيف جرت الأحداث وكيف كان المجتمع الكويتي متلاحما متعاضدا، إذ اختفت كل الخلافات بين الكويتيين ووحدهم الوطن.
رواية «طيور التاجي»
كما كانت الأعمال الأدبية حاضرة أيضاً في التاريخ والحكي عن الحرب؛ فالرواية الكويتية «طيور التاجي» للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل تناول في روايته قضية هامة حدثت إبان الحرب وهي قضية الأسرى الكويتيين، ولكنه سلط الضوء على زاوية الأخوة العربية التي تجسدت من خلال الصداقة التي جمعت في النهاية بين الأسرى الكويتيين الأربعة والسجّان العراقي.
رواية «ساق البامبو»
وقد تناول الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي كارثة الغزو في روايته «ساق البامبو»، الفائزة بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2013، فغسان، البدون أيضاً شارك في أعمال المقاومة الكويتية، التي راح ضحيتها عدد كبير من أبناء الكويت، وظل مخلصاً للكويت، وأميرها، يبقى مطارداً بوصمة البدون، وكأن السنعوسي يسأل: إن لم تكن المخاطرة بالحياة في سبيل الوطن دليلًا كافياً على الانتماء، وصكاً بالوطنية والجنسية، فما هي الجنسية إذن؟