سعد الزايد | هذا الوقت سيمضي: ثمان ميمات

سعد الزايد
سعد الزايد

أصبح الزمن يمر علينا سريعا كلما تقدم بنا العمر، وباتت الحياة مليئة بالزحام والأحداث والضجيج والضغوطات والمشتتات التي تحاصرنا من كل مكان، والإنسان أحوج ما يكون لمهارات مواجهة الضغوط النفسية والحياتية والتعامل مع ذاته وضبطها، وإعادة ترتيبها، ليفيض السلام الداخلي في أعماقه ويعانق الرضا ويكون أكثر فاعلية وينطلق بنفس جديدة خفيفة مقبلة على الحياة من الداخل ومن ثم السلام الخارجي. 

فالحياة علمتني أن أفر من صحبة ثمان ميمات: متشائم.. متكبر.. متهور.. منافق.. مفتر.. ملول.. مفسد.. ومرفه لا يعرف معنى الصبر ولا المسؤولية، فإن صاحبت الإنسان الصالح سعدت برفقته وانتفعت بصحبته، وإن لم تجد الرفقة الطيبة لا تحزن لأن الوحدة خير من جليس السوء، فالصداقة الحقيقية تنير عليك الحياة إن وجدت وقليل من يقدرها في زمننا، أعد النظر فيمن تصاحب، وأعد النظر في أفكارك تجاه الحياة، واستعد ابتسامتك المشرقة، فمهما كان ماضيك مليئا بالمشاكل، فإن المستقبل مفعم بالأمل والعزم.. وكما قال الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى: 

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً 

فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا 

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ 

وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا 

وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ

وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا 

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها

صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا 

وتذكر أن المقياس الحقيقي للنجاح ليس بعدد الذين يخدمونك، بل بعدد الذين يحبونك ويخلصون لك، قال الله تعالى: ﴿إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعلُ لهم الرحمن وُداً﴾ أي محبة في قلوب الناس.. وحين يطرأ طارئ وأختلي بك وأنصحك فلا تأخذ عني صورة أنني مثالي وخال من العيوب، قد أنصحك لتكون أفضل مني، فقد يعطيك الله إرادة وقدوة لتبلغ عنده ما لم أبلغه، النصح محبة وليس إثباتا أنني الأفضل والأقرب لله، ابتسم لحياتك وابتسم لكل ما هو حولك، وفكر في كل ما يسعدك، ولا تفكر في أمر يقلقك، فالأمنِية دواء والقلق عناء والتفاؤل بركة، وعندما تريد أن تكون متطور متحضر قلل حديثك عن البشر، وعندما تريد أن تكون نقيا تقيا أحسن الظن بالبشر، وأطب لسانك، فالكلمة الطيبة جوهر ثمين تكسبنا سحر العقول بحسن الأخلاق، فإذا أردنا أن نؤثر في الآخرين، فما علينا سوى أن نحلي ألسنتنا بالكلام الطيب، ونطهر قلوبنا لننثر الطيب في نفوس من نقابل، فكل إنسان منا يحتاج إلى من يخفف عنه أعباء الحياة بابتسامة، بكلمة طيبة يسعد بها القلب، هناك أموات لم تمت كلماتهم التي دونها لهم التاريخ وبالمقابل هناك أحياء لم نسمع لهم صوتا.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *