سعد الزايد | هذا الوقت سيمضي

سعد الزايد
سعد الزايد

وما‭ ‬النضج‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬بعدم‭ ‬الكمال‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مقاربته،‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬الأمور‭ ‬قيمتها‭ ‬التي‭ ‬تستحقها،‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬لطريق‭ ‬الذهاب‭ ‬ألف‭ ‬طريق‭ ‬للعودة،‭ ‬أن‭ ‬تقيس‭ ‬المواقف‭ ‬بمقياس‭ ‬الواقعية،‭ ‬ألا‭ ‬تستنزف‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬درب‭ ‬بغير‭ ‬جدوى،‭ ‬وتدرك‭ ‬أن‭ ‬العمر‭ ‬فرص‭ ‬لا‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬سوى‭ ‬الحاذق‭ ‬الفطن‭ ‬الذكي،‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الثابت‭ ‬الأصيل‭ ‬على‭ ‬الزائل‭ ‬الهزيل،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬حكمة‭ ‬وعقلانية‭ ‬في‭ ‬قراراتك‭ ‬واختياراتك‭.‬

‭***‬

يقال‭: ‬اإذا‭ ‬شككت‭ ‬في‭ ‬مودة‭ ‬إنسان‭ ‬فاسأل‭ ‬قلبك‭ ‬عنه،‭ ‬سلوا‭ ‬القلوب‭ ‬عن‭ ‬المودات‭ ‬فإنها‭ ‬شواهد‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الرشيب‭.. ‬واستذكرت‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬التعبير‭ ‬الشائع‭: ‬اقلبك‭ ‬دليلكب،‭ ‬وفعلا‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭ ‬وحدها‭ ‬بوصلة‭ ‬القلوب‭ ‬واضحة‭..‬

‭***‬

إن‭ ‬المرء‭ ‬يشعر‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬أعماقه،‭ ‬يشعر‭ ‬بمن‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬حبه،‭ ‬ويشعر‭ ‬أيضا‭ ‬بمن‭ ‬ينتظر‭ ‬منه‭ ‬كلمة‭.. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬الإجابة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يسأل،‭ ‬والسبب‭ ‬أنه‭ ‬يشعر‭ ‬بأعماقه‭ ‬دائما‭ ‬كأن‭ ‬الشعور‭ ‬الداخلي‭ ‬يجيب‭ ‬ويعلم‭ ‬ويجرح‭ ‬ويطيب،‭ ‬وكأنه‭ ‬بمثابة‭ ‬الإجابات‭ ‬التي‭ ‬ننتظرها‭..‬

‭***‬

أطع‭ ‬قلبك‭.. ‬قلبك‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬الجمود‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لن‭ ‬يكذب‭ ‬عليك‭ ‬الآن،‭ ‬قلبك‭ ‬الذي‭ ‬انتصر‭ ‬على‭ ‬جاذبية‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬لم‭ ‬ينهزم‭ ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬أمام‭ ‬الاختيار‭ ‬الصحيح،‭ ‬لا‭ ‬تضيع‭ ‬من‭ ‬يديك‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬بخفقان‭ ‬قلبك‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬لك‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬بالعمر،‭ ‬أطع‭ ‬قلبك‭.. ‬وطبيعة‭ ‬المؤمن‭ ‬الثبات‭ ‬والتصميم‭ ‬إذا‭ ‬لمع‭ ‬له‭ ‬بارق‭ ‬الصواب‭ ‬وظهر‭ ‬له‭ ‬غالب‭ ‬الظن‭.‬

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *