
وما النضج إلا أن تؤمن بعدم الكمال للبحث عن مقاربته، أن تعطي الأمور قيمتها التي تستحقها، أن تجعل لطريق الذهاب ألف طريق للعودة، أن تقيس المواقف بمقياس الواقعية، ألا تستنزف نفسك في درب بغير جدوى، وتدرك أن العمر فرص لا يحظى بها سوى الحاذق الفطن الذكي، أن تقدم الثابت الأصيل على الزائل الهزيل، أن تكون أكثر حكمة وعقلانية في قراراتك واختياراتك.
***
يقال: اإذا شككت في مودة إنسان فاسأل قلبك عنه، سلوا القلوب عن المودات فإنها شواهد لا تقبل الرشيب.. واستذكرت على إثر ذلك التعبير الشائع: اقلبك دليلكب، وفعلا في المشاعر وحدها بوصلة القلوب واضحة..
***
إن المرء يشعر بكل شيء في أعماقه، يشعر بمن توقف عن حبه، ويشعر أيضا بمن ينتظر منه كلمة.. وأعتقد أن الشخص ممكن أن تصل إليه الإجابة من غير أن يسأل، والسبب أنه يشعر بأعماقه دائما كأن الشعور الداخلي يجيب ويعلم ويجرح ويطيب، وكأنه بمثابة الإجابات التي ننتظرها..
***
أطع قلبك.. قلبك الذي اعتاد الجمود سنوات طويلة لن يكذب عليك الآن، قلبك الذي انتصر على جاذبية أشياء كثيرة لم ينهزم الآن إلا أمام الاختيار الصحيح، لا تضيع من يديك هذا الذي تسبب بخفقان قلبك بشكل غريب، لن يحدث هذا لك إلا مرة واحدة بالعمر، أطع قلبك.. وطبيعة المؤمن الثبات والتصميم إذا لمع له بارق الصواب وظهر له غالب الظن.