
توالت محاولات اليهود المشتتين في العالم لإقامة دولة وتهيئة الأرض المنشودة منذ الزمن القديم إلى المتوسط ثم الحديث، وكان هناك شبه إجماع أو غالبية على اختلاف مشاربها وانتماءاتها تهدف لاستيطان أرض فلسطين رغم طرح أماكن عدة أخرى لإقامة الدولة اليهودية، منها: الأرجنتين وغانا. ففلسطين تمثل لهم الأرض المقدسة والمنشودة لإقامة دولة اليهود.
يعتبر تيودور هرتزل مهندس المشروع الصهيوني الحديث، وكان صحفيا مشهورا وصاحب نفوذ ومعارف على مستوى عال في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، وعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة ١٨٩٧م، وبعدها توالت المؤتمرات الداعمة والمؤسسة للأهداف والاستيطان والتخطيط، حيث عقد هرتزل عدة مؤتمرات سنوية.
ركز المؤتمر الأول على وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود، وأكد هرتزل على احتياجه لغطاء سياسي عالمي واعتراف قانوني من الدول الكبرى المسيطرة على الخريطة السياسية والاقتصادية في العالم للقيام بالمشروع الإستيطاني، وأكد على أساليب معينة يجب اتباعها لتحقيق الهدف المنشود.
كما حث في المؤتمر الأول على تنمية الوعي القومي اليهودي وتهيئة العمال اليهود من صناع ومزارعين لاستيطان فلسطين، وأكد أن الاستيطان يجب ان يكون على عدة مراحل عملية(تسللية)،ثقافية وسياسية.
أما المؤتمر الثاني الذي عقد في بازل أيضا في العام التالي، فقد ركز هرتزل فيه على استغلال معاداة اليهود بالعالم وأوروبا بشكل خاص لتوحيد المشروع الصهيوني، وركز في المقابل على وجوب التضامن والمساندة لليهود المضطهدين في فلسطين وسوء أحوالهم المعيشية، ومايعانون من ظروف صعبة وشديدة، وحاجتهم للمساعدة والمساندة. وهنا كسب استعطاف كبير جدا من المعارضين لمشروعه الاستيطاني.
أما المؤتمر الثالث الذي أقيم عام ١٨٩٩ فذهب إلى تأسيس مصرف يهودي تحت اسم «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار»، وهدفه تمويل الأنشطة الاستيطانية الصهيونية وتقديم المساعدات المالية لها.
وفي المؤتمر الرابع الذي انعقد في العام التالي في لندن التي تم اختيارها من قبل رؤساء الحركة الصهيونية لتوافق مصالحهم مع المشروع البريطاني في المنطقة، والحصول على تأييد بريطانيا لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية والتغطية الإعلامية للمشروع الصهيوني في بريطانيا، ومنح الصهاينة غطاء دولي شرعي حسب ادعاءهم.
وللحديث بقية.
كلمة أخبرة: فلسطين للفلسطينين، والقدس عاصمة فلسطين الأبدية.