طارق الفارس | لماذا حي الشيخ جراح؟

طارق الفارس
طارق الفارس

رغم ادعاءات الكيان الصهيوني المستمرة في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة على ملكيتهم لأراض وعقارات في حي الشيخ جراح، إلا أن خرائط اسرائيلية تكشف موقعا مختلفا ومغايرا..

اذ قدم الجانب لهذا الكيان المفاوض للفلسطينيين خرائط تضمنت مقترحا بإعتبار حي الشيخ جراح حيا عربيا داخليا، كما في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، والكثير من المفاوضات على ان الحي عربي وحق للفلسطينيين.

لهذا نجد تضارب في الموقف الرسمي للكيان المحتل وبين ممارسات السلطة الإسرائيلية على الأرض، ما يثير تساؤلات حول حقيقة تلك المزاعم.

فمجرد طرح قضية الشيخ جراح في المفاوضات كانت تعني بالضرورة أن هذا المكان لا يعتبر ملكية يهودية بالكامل، لأن دولة الاحتلال كانت تطالب بالملكية لإسرائيل وتربطه فعليا بالحقوق الاسرائيلية والحقوق اليهودية، لكن الآن هي تطرحه للتفاوض، وهذا دليل على أنها لا تعتبره مكانها، فهو أحد المشاريع الاستيطانية في القدس الشرقية منذ عام 1967 عندما احتل العدو الصهيوني القدس أتت مجموعة استيطانية واحتلت بيت الشنيطي وكانوا أهله خارج البلاد تحت قانون أملاك الغائبين الاسرائيلي العنصري، ويتعارض مع قرارات وقوانين الأمم المتحدة (الأونرا).

الحكومة الأردنية صرحت أمام وكالة الأونرا بأنها أملاك دولة وتحت تصرفها، وتم إنشاء وحدات سكنية وتم اختيار 28 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين للسكن فيها.

لقد شكل العام 1967 نقطة مواجهة رئيسية لملكية الحي، وقد حولوا قبر حجاز السعدي إلى مزار ديني يهودي بإسم شمعون الصديق.

يدعي اليهود بان الحي يحتوي على ممتلكات لليهود، ومن ثم يريدون العودة إليه بأي شكل وأن الأرض ملك لليهود منذ قرابة 150 عاما خلال الدولة العثمانية، وهي مسجلة منذ ذلك الوقت في السجلات العقارية العثمانية.

أما الحقيقة، فهي أن التسجيل تم بناء على ادعاء من الجهات الإسرائيلية أنهم مالكون للأرض واشتروها بموجب صك بيع عام 1876.

وبعد الاطلاع على ملف التسجيل تبين أنه ليس هناك اي صك بيع، واستطاع الفلسطينيون الوصول إلى الصكوك الأصلية، ما يوضح بأن ادعاءهم بالملكية من طرف واحد فقط ولايوجد طرف آخر. 

موقع الحي..

من خلال التحليل للمشهد الجغرافي للحي نجد أن القضية ليست ملكية منازل، بل هو أمر أشد خطورة يتعلقب موقع الحي.

فالحي ذو بعد استراتيجي لافت لوقوعه على خط التماس مع القدس الغربية من جهة الحي الغربية الجنوبية، وإذا سقط هذا الحي في يد المستعمر الاسرائيلي يتم تهويد منطقة القدس بالكامل، ويشكل خطورة على البلدة القديمة في القدس.

وهذا المشروع تهويدي بالكامل للتسلل إلى القدس الشرقية مرورا بالبلدة القديمة وصولا إلى المسجد الأقصى لفرض إحلال الوجود الاسرائيلي.

ولتحقيق هذا المشروع يجب مسح جغرافيا القدس العربية.

لكن حدا فاصلا عربيا يقع هناك في الشمال من البلدة القديمة في القدس الشرقية يتمثل في حي الشيخ جراح.

ختاما..

القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية وستعود إلى أحضان أبنائها.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *