
يأخذنا الكاتب من خلال هذا الكتاب في رحلات متعددة من الحب والكراهية والتفكير خارج الصندوق، والعيش مع الزمن ودائرة التأثير وصناعة الواقع وغيرها الكثير من المواضيع التي كتبها بحب واتقان.
الكتاب من وجهة نظر عبدالعزيز العبيد لا يحمل معلومات جديدة قد يضيفها القارىء إلى عقله، ولكنه يحمل مدارك تزيد فيها من وعيه.
والإدراك وفقا للكاتب يأتي بالحواس، وهي ليست خمسا أو ستا، بل عددها يعتمد على إدراك الإنسان لها.
وكتاب «الفجوة» يحمل مدارك من وعي إنسان عاش في تجارب لا يحصيها بالسنوات ويعيها في مداركه، فالوعي يزداد مع ازدياد التجارب وتوسيع الآفاق والتعلم المستمر، وليس في زيادة العمر، ولو كان ذلك لانتظر الطالب أن يشيخ حتى يصبح عالما، ولما سأل السائل كيف ولم تفكر المتفكرون.
والكتاب لا يكتفي بسرد قصص ومحتوى، وإنما يقدم أيضا نصائح في العديد من أمور الحياة، كفصل «خطوات تجعل منك إنسانا مشرقا» الذي يشرح لنا خارطة طريق نتغلب فيها على روتين الحياة، ويدعونا إلى الإنصات لجسدنا الذي له حق علينا، ويجب أن نمنحه الراحة ليمدنا بالإنجاز والطاقة.
ويطرح كتاب «الفجوة» في أولى فصوله إشكالية: ما إذا كان العقل هو من يقود الجسم أم العكس؟، حيث يرى العبيد أن العقل والجسم يقودان بعضهما البعض، ويختلف ذلك من إنسان إلى آخر، مؤكدا على أن الجسم هو أساس العقل ويكمن هذا الشيء من منطلق أن الجسم يغذي المخ طوال الوقت ويقوم بوظائف جبارة تحول كل ما تأكله إلى دم وعظايا وخلايا للمخ وأشياء شتى و«لكن للأسف تمت ترجمتنا على معاكسة الفطرة».
ويدعو الكتاب إلى التحرر من قيودنا وألا نضع سقفا يحد من قدراتنا، باعتبار أن ليس هناك حدودا للإنسان إلا التي وضعها أو سمح لغيره بوضعها.
ومن المواضيع الهامة الأخرى التي يتناولها الكتاب هي «ابحث بحب» وبأن أهم خصلة يتحلى بها الإنسان الناجح تتمثل بحب ما نبحث عنه وليس حب البحث ذاته، داعيا إلى أنه عند إجراء أي بحث لا بد من فصل المشاعر والحياد والتحلي بالفضول، والتأكد من المصادر حتى يصل الباحث إلى اليقين فيه.
التدمير الذاتي
من المواضيع التي أثارت انتباهي وتناولها الكتاب بأسلوب مبسط وسهل هو «التدمير الذاتي» وهو أمر متواجد في شخصية كل إنسان وهذا ما يسميه علماء النفس بمتلازمة «تخريب الذات أو هدم الذات»، فنجد من يملك هذا المرض ويحرص على وضع العراقيل التي تمنعه من تحقيق أي نجاح بصورة غير واعية لا شعورية ويكون التدمير الذاتي من أسباب عدة، أبرزها خبرات الفشل التي يمر بها، وتترك لديه انطباعا بأنه غير جدير بالنجاح.
