عبدالله المانع | نون النسوة

عبدالله المانع
عبدالله المانع

الحق‭ ‬في‭ ‬السلامة‭ ‬الجسمانية‭ ‬والاستقلال‭ ‬وعدم‭ ‬التعرض‭ ‬للعنف‭ ‬بكافة‭ ‬أشكاله،‭ ‬وشغل‭ ‬المناصب‭ ‬العامة،‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬مفهوم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭.‬

ففي‭ ‬المجتمعات‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬فمع‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عم‭ ‬الطفل‭ ‬تكفل‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬معاملة‭ ‬متساوية‭ ‬بين‭ ‬الأنثى‭ ‬والذكر‭ ‬وتمنع‭ ‬التمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ ‬يعتبر‭ ‬القانون‭ ‬المرأة‭ ‬فردا‭ ‬حرا‭ ‬و‭ ‬بالغا‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬العمل‭ ‬وإعالة‭ ‬نفسها‭.‬

وبينما‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬ينافس‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه‭ ‬نحو‭ ‬إزالة‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬لتعم‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬أوطانهم،‭ ‬مازلنا‭ ‬نحن‭ ‬نعامل‭ ‬المرأة‭ ‬كجنس‭ ‬بشري‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وعلى‭ ‬أساسه‭ ‬تسقط‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬و‭ ‬تهضم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬غريب‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬أنفسهم‭ ‬وكأنهم‭ ‬يؤكدون‭ ‬على‭ ‬مقولة‭ (‬المرأة‭ ‬عدوة‭ ‬نفسها‭).‬

تمر‭ ‬انونب‭ ‬النسوة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بأصعب‭ ‬المراحل‭ ‬وأكثرها‭ ‬حزنا،‭ ‬حيث‭ ‬تتجاهل‭ ‬المؤسسات‭ ‬صرخاتهن‭ ‬المستغيثة‭ ‬وبلاغاتهم‭ ‬المتكررة‭ ‬ضد‭ ‬من‭ ‬يخترق‭ ‬دائرة‭ ‬الأمان‭ ‬الخاصة‭ ‬بهن،‭ ‬ضاربين‭ ‬قوانين‭ ‬الدولة‭ ‬وميثاق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.‬

فالنساء‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬تبكي‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قانون‭ ‬قوي‭ ‬وحازم‭ ‬يقتص‭ ‬لهم‭ ‬ضد‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬التعرض‭ ‬لإحداهن،‭ ‬فهناك‭ ‬تراخي‭ ‬كبير‭ ‬تظهره‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬فمن‭ ‬يلحظ‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬بين‭ ‬جريمة‭ ‬وأخرى‭ ‬يرى‭ ‬أننا‭ ‬دخلنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مخيفة‭.‬

اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬النساء‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬ملفت،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬بصورة‭ ‬جادة‭ ‬ضد‭ ‬البيئة‭ ‬الذكورية‭ ‬والعادات‭ ‬المتخلفة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬حصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬البريئة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬ذنب‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬قالت‭ ‬للتخلف‭: ‬لا‭.‬

نقول‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوحد‭ ‬الصفوف،‭ ‬خصوصا‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وفي‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية،‭ ‬وترتيب‭ ‬أوراقهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لانتزاع‭ ‬حقوق‭ ‬طال‭ ‬انتظارها،‭ ‬لوطن‭ ‬لا‭ ‬تمييز‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس‭.. ‬لوطن‭ ‬تسوده‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *