عبدالله بن حسن | رشفة قهوة: الاسمنت والحديد

عبدالله بن حسن
عبدالله بن حسن

في‭ ‬ظل‭ ‬البطء‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأراضي‭ ‬الإسكانية‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبوجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬المملوكة‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرعاية‭ ‬السكنية،‭ ‬تحولت‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬يسكن‭ ‬فيها‭ ‬الشباب‭ ‬المتزوج‭ ‬حديثا،‭ ‬وقيمة‭ ‬الإيجارات‭ ‬فيها‭ ‬مرتفعة،‭ ‬فيدفع‭ ‬الشخص‭ ‬ذو‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ (‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬غالبية‭ ‬المستأجرين‭) ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬٣٠٪‭ ‬من‭ ‬راتبه‭ ‬لإيجار‭ ‬السكن،‭ ‬وهذه‭ ‬الفترة‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬١٠‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬يم‭ ‬تخصيص‭ ‬الأرض‭ ‬والبيت‭ ‬الحكومي‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬السكنية‭. ‬

وبالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬الطبقة‭ ‬«الجشعة»‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بهذه‭ ‬الأسعار،‭ ‬فهي‭ ‬المستفيدة،‭ ‬وجيب‭ ‬المواطن‭ ‬ينزف‭ ‬و«يعصر»‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإيجارات،‭ ‬وعيون‭ ‬الحكومة‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الحقيقية‭. ‬

ألا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬الحكومة‭ ‬أسعار‭ ‬الإيجارات‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬والمحدود،‭ ‬وتقلل‭ ‬طابور‭ ‬الانتظار‭ ‬لبيت‭ ‬العمر‭ ‬الذي‭ ‬يحلم‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬و‭ ‬العمل‭ ‬بعزم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬الإسكان‭ ‬والتنمية‭ ‬«الراقدة»‭ ‬بالأدراج،‭ ‬منها‭ ‬المدن‭ ‬السكنية‭ ‬الجديدة‭ ‬والمدن‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬سطرت‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تنفيذ‭ ‬بالواقع‭.‬

الشباب‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬عمرهم‭ ‬يطمحون‭ ‬ببيت‭ ‬العمر‭ ‬ويريدون‭ ‬الاسمنت‭ ‬والحديد،‭ ‬لا‭ ‬كلمات‭ ‬تدغدغ‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وأحلام‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬

مدينة‭ ‬المطلاع‭ ‬ترسمت‭ ‬بأكبر‭ ‬توزيع‭ ‬للقسائم‭ ‬السكنية‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬١٢٠٠٠‭ ‬قسيمة‭ ‬سكنية‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬ثمان‭ ‬ضواحي،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المشاريع‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬الكويت،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬نسمعه،‭ ‬فكيف‭ ‬للحكومة‭ ‬إعطاء‭ ‬إذن‭ ‬بناء‭ ‬وتسليم‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تنقصها‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وأساسيات‭ ‬المعيشة،‭ ‬وباللهجة‭ ‬العامية‭ ‬«أرض‭ ‬چول»؟‭ ‬

أليس‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬حل‭ ‬العراقيل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإنشاء‭ ‬وتوزيع‭ ‬القسائم‭ ‬السكنية،‭ ‬وتهيئة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الشباب‭ ‬متمثلة‭ ‬بإيجارات‭ ‬خيالية،‭ ‬ودفعهم‭ ‬ثمن‭ ‬جشع‭ ‬البعض،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬صمامات‭ ‬أمان‭ ‬ضد‭ ‬الزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أصحاب‭ ‬العقار؟

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *