عبدالله بن حسن | رشفة قهوة: القدس عروس عروبتكم

عبدالله بن حسن
عبدالله بن حسن

بدأت أحداث حي الشيخ جراح وتهجير أهله القصري بناء على حكم محكمة الاحتلال الصهيوني، ومن هذه اللحظة بدأ حراك أهالي الحي وكافة أهالي فلسطين المحتلة، وهذا ليس بجديد على شعب ترعرع تحت وطأة الاحتلال واغتصاب أرض دام لأكثر من ٧٠ سنة. وما زاد طعم الاحتلال مرارة هو الاعتداءات المتواصلة على بيت المقدس في شهر رمضان الفضيل، الذي يعتبر صفعة في وجه كل عربي ومسلم يتابع هذه الأحداث. 

وهنا لنفكر بصفقات التطبيع التي أبرمتها دول عربية تحت مسمى السلام، والتي كان بوسعها الضغط بالمحافل الدولية وعلى الدول الداعمة للكيان الصهيوني في حل هذه القضية المركزية، بدلا من مباركة الاحتلال ودعمه بصفقات اقتصادية، فبعض هذه الدول التي طبعت مع الكيان الغاشم وذكرت أن من أسباب التطبيع هو الوصول إلى السلام بين الكيان الصهيوني والعالم العربي بحل القضية الفلسطينية، إلا أننا لم نسمع لهم أي رأي أو دور جوهري في الأحداث الأخيرة في القدس الشريف عدا خطابات خاوية من المحتوى. 

بعض الحكومات الغربية دعمت حليفها الكيان الصهيوني بمزاعم الدفاع عن النفس، علما بأنه محتل للأرض. وما نراه في الواقع هو خلاف خطابات حكومات دول الغرب، فقد لاقت القضية الفلسطينية صدا واسعا بين شعوب العالم أجمع دون النظر إلى جنسياتهم أو أعراقهم أو دينهم، ما يدل على أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى وعابرة للأيديولوجيات، كما لقت صدا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أي أحداث حصلت بفلسطين في السنوات السابقة، وهنا نرى معدن القضية والمقاومة الأصيلة التي كانت تحارب الدبابات والصواريخ بالحجارة، وأصبحت تقاوم وبقوة بكل الوسائل الممكنة، اقتصاديا وقانونيا وسياسيا وإعلاميا، في فضح ممارسات العدوان الصهيوني بكل المنصات والمحافل العالمية، وهذه المقاومة الأصيلة هزمت القبة الحديدية والأسلحة المدعومة من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بمعدات وأسلحة متواضعة نسبيا، وبإصرار وكفاح وروح معنوية عالية رغم الألم والجراح. وعندما نتحدث عن المقاومة فنحن نستذكر كافة الأطفال والنساء والشباب الشهداء الذين أعطوا القدس أغلى ما يملكون، وهذه التضحيات صفعت ما يسمى بـ«صفقة القرن» وأي مساعٍ سياسية نكراء تسعى لها الدول المطبعة، ولذا سمت القضية الفلسطينية عن هرطقات فارغة، وأكدت نفسها كقضية مركزية للعرب والعالم أجمع. 

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *