عبدالله بن حسن | رشفة قهوة: قطار التعليم إلى أين ؟!

عبدالله بن حسن
عبدالله بن حسن

مر‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بثلاث‭ ‬مراحل‭: ‬الأولى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكتاتيب‭ ‬وهو‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي،‭ ‬وبعدها‭ ‬كان‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بإنشاء‭ ‬المدرسة‭ ‬المباركية،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬انشاء‭ ‬المدارس‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الدولة‭.‬

كان‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬يواكب‭ ‬تطور‭ ‬المراحل‭ ‬الزمنية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبات،‭ ‬وكانت‭ ‬مخرجاته‭ ‬متميزة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬عندما‭ ‬تدهورت‭ ‬المخرجات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وسوء‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬فيها،‭ ‬وسوء‭ ‬الإدارة،‭ ‬وتدخل‭ ‬بعض‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والقوى‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومة‭ ‬وهو‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬كبد‭ ‬الأسر‭ ‬متوسطة‭ ‬الدخل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭ ‬العالية‭ ‬وأثقل‭ ‬كاهلها،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الدستور‭ ‬الكويتي‭ ‬يكفل‭ ‬التعليم‭ ‬المجاني‭ ‬للجميع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬كان‭ ‬هدفها‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬لأبنائها‭ ‬ومواكبة‭ ‬المناهج‭ ‬والطرق‭ ‬التعليمية‭ ‬الحديثة‭.‬

وللأسف‭ ‬الوضع‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬اخترقه‭ ‬الفساد‭ ‬بأشكاله‭ ‬المختلفة؛‭ ‬كهدر‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وعقود‭ ‬الاستشاريين‭ ‬أو‭ ‬مشروع‭ ‬الحقيبة‭ ‬الذكية‭ ‬أو‭ ‬التابلت‭ ‬وغيره،‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬الجائحة‭ ‬ما‭ ‬أثبت‭ ‬أيضا‭ ‬ضعف‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬المسؤولين‭.‬

فالتعليم‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع،‭ ‬والدولة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مناهج‭ ‬علمية‭ ‬حديثة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مقومات‭ ‬لدولة‭ ‬حديثة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإصلاح‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬إلى‭ ‬الهرم،‭ ‬والتعليم‭ ‬هو‭ ‬قاعدة‭ ‬هذا‭ ‬الهرم،‭ ‬وفيالنهاية‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬قطار‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬أين؟

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *