
مر التعليم في الكويت بثلاث مراحل: الأولى عن طريق الكتاتيب وهو التعليم التقليدي، وبعدها كان التعليم النظامي بإنشاء المدرسة المباركية، وبعد ذلك تم انشاء المدارس الرسمية في مختلف أنحاء الدولة.
كان التعليم في الكويت يواكب تطور المراحل الزمنية في تلك الحقبات، وكانت مخرجاته متميزة إلى حين الدخول في الألفية الثالثة عندما تدهورت المخرجات التعليمية في المدارس الحكومية وسوء النظام التعليمي فيها، وسوء الإدارة، وتدخل بعض الاتجاهات والقوى في المناهج التعليمية ما أدى إلى البحث عن نظام تعليمي أفضل من المدارس الحكومة وهو التعليم الخاص الذي كبد الأسر متوسطة الدخل الكثير من المصروفات العالية وأثقل كاهلها، علما بأن الدستور الكويتي يكفل التعليم المجاني للجميع، إلا أن هذه الأسر كان هدفها الاستثمار في تعليم جيد لأبنائها ومواكبة المناهج والطرق التعليمية الحديثة.
وللأسف الوضع التعليمي في الكويت اخترقه الفساد بأشكاله المختلفة؛ كهدر المال العام وعقود الاستشاريين أو مشروع الحقيبة الذكية أو التابلت وغيره، والفشل في التعامل مع القضية التعليمية في أزمة كورونا والتعليم عن بعد الذي فرضته الجائحة ما أثبت أيضا ضعف المنظومة التعليمية التي يتحملها المسؤولين.
فالتعليم هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع، والدولة إن لم ترتكز على مناهج علمية حديثة لن يكون هناك أي مقومات لدولة حديثة، كما أن الإصلاح يبدأ من القاعدة إلى الهرم، والتعليم هو قاعدة هذا الهرم، وفيالنهاية يبقى السؤال قطار التعليم إلى أين؟