
التفاعل المجتمعي الكبير، سواء على المستوى الشعبي أم (بعض) التنظيمات والقوى السياسية وعدد من نواب مجلس الأمة مع ما حدث مع الناشط السياسي جمال الساير، عبر ردود الأفعال المتنوعة أيا كانت: تغريدات أم اجتماع أم إصدار بيان أم إقامة ندوة أم وقفة احتجاجية وغير ذلك، يذكرني بما حدث مع النائب السابق صالح الملا عام 2015 بعد نشره لتغريدة خاصة به اعتبرت حينها أن تحمل إساءة للذات الأميرية وتعرضا للعلاقات مع دولة شقيقة، وجاءت الأحكام القضائية ببراءة الملا.
واليوم بعد عدة سنوات يعود المشهد ذاته ويتكرر، مشهد الحريات والكلمة، مع اختلاف الزمان والشخوص، وهذا يعني أنه بالفينة والأخرى تظهر لنا بعض المشاهد هنا وهناك.
كما حدث مع صالح الملا، لم يختلف الوضع مع جمال الساير، حيث دعا المنبر الديمقراطي الكويتي لندوة شارك فيها عدد من التنظيمات والقوى السياسية لاستنكار هذا المشهد ورفضه.
ولكن عندما أستعيد مشهد صالح الملا عام 2015، وخصوصا عندما شارك في الندوة كلا من: الحركة الدستورية الإسلامية والتحالف الوطني الديمقراطي والتيار التقدمي الكويتي (الحركة التقدمية الكويتية حاليا) والحركة الديمقراطية المدنية، إضافة إلى المنبر الديمقراطي الكويتي. أما اليوم، فقد شارك كلا من: الحركة التقدمية الكويتية وحزب المحافظين المدني والحركة الشعبية الوطنية وتجمع ولاء الوطني وحركة العمل الشعبي، إضافة إلى المنبر الديمقراطي الكويتي.
وبالطبع الشخوص في الندوتين اختلفت، مع ثبات المنبر الديمقراطي والحركة التقدمية، وإذا كان تغير وتبدل بعض التنظيمات والقوى الأخرى قد يكون له ما يبرره، سواء باختفاء بعض منها أو تأسيس أو ظهور بعض آخر، إلا أن اللافت في الأمر غياب التحالف الوطني الديمقراطي والحركة الدستورية الإسلامية عن الفعالية الثانية، مع تواجدهما في الأولى، وغياب تام للتحالف الإسلامي الوطني.
وهنا يحق لنا التساؤل عن أسباب ومسببات غياب البعض وتراجع البعض الآخر عن قضية أساسية ومحورية تتصل مباشرة بالمجتمع وأفراده، وكذلك تتصل بهم كتنظيمات سياسية؟
أتمنى ألا يكون الرد بالاكتفاء بإصدار بيان تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن ظروف (كورونا) لا تسمح، أو أي عذر آخر كـ(لم نجد من أعضائنا من يمثلنا!).
وهنا أتوقف أمام ثبات الرؤية والمبدأ للمنبر الديمقراطي الكويتي والحركة التقدمية الكويتية، وتصديهما الفاعل من خلال تحركاتهما لقضايا الحريات والرأي دون تأخر أو أية حسابات أخرى. ويبقى في النهاية، توجيه الشكر إلى منظمي الندوة، والمشاركين فيها.