علي حسين العوضي | في رحيل مبارك العدواني

علي حسين العوضي

في النصف الثاني والأخير من تسعينات القرن العشرين، قد يكون ذلك عام 1998 أو 1999، كان لقائي الأول مع الراحل مبارك سلطان العدواني (19592021) بعد نشره لدراسة أو تعليقا مطولا في جريدة القـبس حول الحركة الطلابية، وقد أشار فيها إلى الدراسة التاريخية حول ذات الموضوع التي نشرتها على صفحات جريدة السياسة عندما كنت أعمل فيها محررا صحافيا، حيث أبدى عددا من الملاحظات حولها إلى صدرت في عام 2000 على هيئة كتاب بالحجم الصغير.

أستعيد اليوم بعض من الذكريات الخاصة مع هذا الرجل الذي أفنى جهده ووقته في خدمة هذا الوطن في مختلف المواقع، وبالذات بين صفوف الحركة الوطنية منذ أن كان قائدا طلابيا في قائمة الوسط الديمقراطي، حيث أنه له إسهامات رائدة في هذا القطاع أتمنى أن يأتي ذلك اليوم لتنشر وتكون مرجعا مهما.

وعندما نستعيد مراحل عطاء هذا الرجل لا يمكن إغفال دوره في تأسيس المنبر الديمقراطي الكويتي عام 1991، وتاليا خوضه للانتخابات البرلمانية ضمن قائمة مرشحيه في أول انتخابات برلمانية بعد تحرير الكويت، عندما خاضها عام 1992 في الدائرة السادسة عشرة، حيث كانت الدوائر الانتخابية وقتها مقسمة إلى 25 دائرة.

وعلى الرغم من عدم تحقيقه للنجاح إلا أنه ثبّت موقع التيار الوطني ووجوده في تلك المنطقة الصعبة.

ومرت السنوات سريعا بعد تبوئه لمنصب وكيل وزارة الإعلام خلال الفترة ما بين عامي 1999 – 2003، ومن ثم لقائي الثاني معه في أروقة جريدة الطليعة في مرحلة إعادة إصدارها عام 2007 و2008 وتشديده على دور الشباب في حمل الرسالة الوطنية وإكمال المسيرة حتى لا تتوقف عند لحظة معينة.

ومن الأمور الأخرى التي قد تكون مجهولة وغير معروفة لدى البعض مشاركته للراحل د.خلدون النقيب في إصدار كتاب حمل عنوان «ثورة التسعينات العالم العربي وحسابات نهاية القرن» حيث قدم فيه عدد من الإسهامات، مثل «غورباتشوف والتراث اللينيني» و «أوروبا الوحدة: الأبعاد والانعكاسات» و «اليابان وتنينات آسيا الجديدة». وبالمناسبة هذا الكتاب كان ضمن البرنامج التثقيفي والتوعوي لقائمة الوسط الديمقراطي في النصف الأول من تسعينات القرن العشرين.

نعم، لقد أحزننا عندما تلقينا نبأ وفاته في العاصمة اللبنانية بيروت في الثاني من أغسطس الجاري (2021)، ولكن عزاؤنا أن ذكراه ستظل عالقة بأذهاننا ولن تغيب.ستور على تجنبه وتجنيب الكويت أسبابه».

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *