(1)
ماذا أكتب..؟
فشوقي لك لا يكفي ألف كتاب
أيها البعيد عن عيني الحاضر بقلبي
إني فقط مشتاقة
فمازلت تقاسمني أوقاتي
تسكن نبضاتي، تشاركني لحظاتي..
ممتلئة بك ذكرياتي..
ومازلت عالق بقلبي وروحي ولم أستطع تجاوزك..
لا تظن أنني نسيتك
لا أحد يستطيع أن ينسى قلبه
غائبي يا نبض قلبي
بداخلي أنت مقيم رغم الغياب
كيف أشفى منك بالله عليك
وقد طالت جذورك في قلبي
كيف أنساك وأنت
نبض قلبي ورفيقا لروحي
لك حُبا في قلبي أوسع من الفضاء
(2)
أيها البعيـد القريـب
أيها الحاضـر الغائـب
أحبك كلمة تكفيني
حبك سيبقى معقودا بقلبي يرافق خفقاته بكل ثانيه..
يقال البعد ينهي كل شيء
وأنا أقول:
ما دمت تجري بين نبضات القلب
فلن يزيد البعد إلا حبا لك..
رغما عن تلك المسافة أنت بجوار قلبي
لا أريد أن أخبرك بمدى اشتياقي لك
فقط هنيئا لكل من هم حولك
أنت بحفظ الله وفي القلب لن تغيب..
كالطيف يطوف وجودك
يؤنس وحدتي بين حيطاني
أسفل سقفي المتلوف
وشعور مألوف
بين دقات ساعة
وخذلان النهار
بين قلب غافل
وتناهيد قوافل
وبين حرف مائل
وحرف محذوف
وأنى أخاف الاشتياق
فماذا أصابك
وماذا أذابك
(3)
أيها القلب
ألم تشعر برعشة كفتى
وحركات شفتاي
ألم يخبرك مظهري
ونسياني لذاتي
والحدائق السوداء
التي هي أسفل عيناي
ألم تحاكيك نظراتي
وتأتأة كلماتي
أريد فقط فراشا
يشعرني براحة
لم يكن كبير المساحة
وخمس ساعات من النوم
وثلاثة أحلام مداحة
والأحاسيس وضاحة
فمازلت أشتاق له
والقلب لم يمل
ولم يكون عنه ساه
وكما تزهر الأزهار بزهورها
وكما تنبت الأشجار من جذورها
مازلت أحبه
فى كل ليلة أتساءل عنه
فلعله ولعله
(4)
رحل عنى
ولكنه
مثل ريشة جفت
وتركت خطها
مثل ورده ذبلت
وتركت عبيرها
مثل روح خرجت
وتركت جسدها
فابحثوا معي عن النسيان
وإن صادفتموه
حدثوه عنى
قولوا له أنى أخاف
لعله خوف شوق
بل أني أخاف الاشتياق
في يوم فيه لن أراك
فيصبح قلبي مرهفا
فابحثو معي عن الأمان
وكيف يكون هنا النسيان
عن قلب دق بين أضلعي
عن حب كان هنا معي
لكنه فجأة اختفى
والقلب أصبح فارغا
يخاف وجع الاشتياق
فكيف السبيل إلى النسيان
هل يملك أحدكم علاج
يشفي ألمي وموجعي
قد كان قلبي يوما معي
لكني اليوم فقدته وابحث
له عن مخرج ينسيه
ألم الاشتياق..
فكم آه من الاشتياق.