غادة العتيبي | صمت الحبيب

(1)

صمتٌ أخرس

يطوق عنق حالي..

ويقينٌ يملؤني 

أنني بدونك أتلاشى..

وكلي يصرخ:

أريد الاحتفاظ بك..

وحتى أنفذ مآلي.. وأحقق مناي وأحلامي..

سأنتزع قلبي بعدما أجفف حبك فيه للأبد..

ليفوح بعطر الوفاء والحب..

سأقلع عيناي.. بعيدا عن رأسي..

وأتركها خاوية.. بلا بصر..

حتى لا ألتفت لمعكرات صفوي معك!

ولا أبصر بها أيادي المتسولين حولك!

أحيك فمي.. حد الخرس 

حتى لا ينطق ببنت شفة تأخذني عنك للبعيد

وتتركك لهم قريب..

(2)

كرهت الحياة .. حين صراحة 

كرهت الأنا حين إحساس يلفها من عشق صادق وحب امتلاك وتوحد.. 

سأتعلم كيف أمثل أدوار البطولة.. 

وأكره أن أكون شفافة.. 

سأجتثني من جذور جنوني بك وغيرتي..

لأكون كما تريدني أن أكون.. 

حتى أكون تلك الواثقة.. 

تلك المحبة الصادقة.. 

تلك الحبيبة التي لطالما حلمتَ بها! 

بلا فم 

بلا عين 

بلا عقل 

بلا قلب 

بلا غيرة 

بلا رغبة تملك..! 

كيف لي أن أتصنع الوجع وأنا معك لا أعرف الألم.. 

كيف لي أن أكون كهنَّ .. شقيقات الوَجَعْ!

حاملات لواء الحزن الدفين.. 

والحرف المقطر دما المبتل بدموع الوجع الحزين..! 

كيف لي أن أشد إزار احتواءك وأكون لقلبك إحساس الشبع وسد جوع رفقتك بالمساكين..؟!

سألقي بفأس راحتي بعيدا عني.. 

لأحرث في أرض رغباتك راحة لكَ أنتَ فقط..! 

كما تريد.. 

كما ترغب.. 

كما تودُ أن تكون.. 

وأزرع وردة سوداء تفوح بعبق قهري ورائحة حريق صدري المشتعلة بصمت.. 

لأكسب رضاك سيد قلبي وحبيب روحي.. 

ولتُجني ثمار قربهنَّ حاملات لواء الألم!!

(3)

صمتٌ يحرضني على اقتلاع شهقة من داخل صرخات قلبي.. 

يدوي في مداراتي بهدوء يقتلني.. 

وأنا لازلت أحلق في فضاءات القهر.. 

وكفوف الغياب تمزقني إربا.. 

وكأنك شخصٌ لم يسكنني قبل.. 

وكأنك قلبٌ لم يتعرف على معنى جنوني.. 

و.. بلا تردد.. 

أبتعد.. موليَّة ظهري لهنَّ.. 

مقبلةٌ نحو قلبك بكل اندفاع متخم بالصدق.. 

و.. و.. و.. 

أختار الموتُ بصمت بيني.. 

وأنا أرسم بسمة وداع الفرح بداخلي أمامك وأنت (بينهن)!

وأتصبب نارا زمهريرا تشتعل بداخلي لتحرق بذور البوح حتى تذوب صامتة.. 

وتبور أراضي النطق في حرفي ولساني و نبضي

من أجل لحظة ألمح فيها بسمة رضا مرسومة على شفاه ذاك الملك.. 

الجاهل كيف أحبه.. 

الغافل كيف جنوني به.. 

المالك .. كل كل ما أنا.. أنا! 

أحبه للنهاية رغم القهر المستوطن روحي وكَفَى..

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *