لماذا تسجل أيها الألم.. حضورك بين أروقة قلوبنا!
فتحطم بقايا سعادتنا المتهالكة..
وتشتت شذى الأحلام المنتشر..
وتحرق ابتسامة الرضا المُقنعة..
وتسترجع هموم القلب من غفلتها..
وترمي الأمل في مقابر تفكيرنا..
فتسيطر قوى اليأس بأغلالها القاسية
وتستبد المآسي.. بذكرياتها التعسة..
لماذا أيها الألم!!
لماذا تأبى إلا فرض وحشيتك على أحاسيسنا..
فتنهش بقاياها الهشة الصامدة.!
وتتهجم على إنسانيتنا بكل بساطة..
فنفقد الثقة بأنفسنا ولا نجد من يستوعب حروف عذابها..
لماذا أيها الألم..!
أخبرني..
لماذا..
تتقاذفنا الحيرة بأساليبك..
فننتظر هجماتك المميتة بكل لحظة نتنفس بها..
لماذا..!!
لماذا تخدش سطوح أعماقنا..
فتخلف ساحة معارك يصعب علينا تفسيرها..
لماذا تجعلنا نرى الدنيا سوداء..!!
فيحترق الأمل بنيران المصاعب القاتلة..
لماذا تزرع الخوف من المجهول..!
فنظل نترقبك بكل زاوية.. مفرحة لتنحرها..
لماذا تلمس أوتار أحاسيسنا..
فتجني على آمالنا بلا رحمة ولا تردد..
لماذا تحيي طعونا دفينة..!
فتختلجنا دموع الحسرة والندم التي تثير براكين يصعب إخمادها..
لماذا..!!
لماذا..!!
تجعلنا مجرد جروح لزمن وضيع
أو بالأحرى حروف يصعب إيجاد سطورها..!
تظل تساؤلاتنا..
تئن في أشلائنا المتبقية
لتخلف وراءها دمارا يصعب إعماره..
أهناك خط نهاية؟!
عفوا أيها الألم.. لم أستطع معرفتك
لكنك وبكل سهولة..
تسقط القلب بكل وحشية..
كي يصبح أسيرا لك..
فيغلق أبوابه.. بألم
ويقطع إحساسه.. بألم
ويعيش وحدته.. بألم
ويميت ذاته.. بألم