غادة العتيبي | لأجله فقط

(١)

يهجرني الصمت 

ويغلبني حبري 

للبوح هنا وأنا 

تائهة بين ظلمات ثلاث: 

ظلمة الوجع 

وظلمة الاشتياق.. 

والدمع المنهمر على طيف 

بدأ يتلاشى.. 

لست أعلم ما الذي حدث؟ 

ولا كيف؟ 

صدقوني أنا أكتب فقط لأرتاح 

لست ممتطية صهوة الحرف 

لأنمق الكلمات 

ولا متشدقة بالمحسنات.. 

راقبته من أعوام كقمة لا جبل لها 

أو كضباب يرى ولا يلمس 

أو كسراب بقيعة 

ما إن دنوت قربه حتى ازددت عطشا 

كنت كراهبة في كنيسة 

ارتدت حلة التنسك.. 

تكتفي فقط بطيفه 

الحالم الذي زينته 

في مخيلتها بكل ألوان 

الكمال.. 

(٢)

نظمت بديع الكلم 

ولأجله.. 

نزفت صمتا وتهت 

في متاهات الألوان.. 

ولأجله 

نزف عشقي حد الترف.. 

ولأجله 

عدت طفلة غيم تراقصها 

حبات المطر 

حتى كان ذات مساء 

حين صادفته 

والأسوار صامتة.. 

وحينها اخترقت أسوار الصمت 

وليتني ما فعلت! 

حينها بدأت آلام الانتظار 

ومخاض الترقب 

ورماد البعد 

واحتراق التساؤلات 

وندم كان بدايته 

اختراق لهدوء المكان 

(٣)

همسات حبي له لا تعرف الحدود 

وبحر الصمت يبحر بي نحوه 

أعشقه بجنون الصه والصه 

وأذوب فيه وجدا في قلاع الحديث 

حبي له أعمق من 

محيط لا قاع له.. 

هو أشبه بمجهول «برمودا» 

لم يكشف سره إلى الآن 

فما أنا فاعلة؟ 

أضع قلبي بين أيديكم 

فهو المتهم لأنه من غلبني 

بعد أن عاهدني على: لا يستحق الحب بشر 

ولكنه في غفلة مني 

غرق في فيضان مشاعر 

لا طاقة لي بلجمها.. 

وهو المدان.. 

لأنه كبلني بسلاسل من الاشتياق 

لانهاية لها.. 

وهو أيضا التائه في خارطة 

من المشاعر لا حدود لها 

ولا مفتاح 

فهو المدعي وهو المتهم..

شاهد أيضاً

«القلم المتميز» يحتضن نخبة من الكُتّاب الشباب.. بصمات يافعة تشق طريقها

شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الكُتاب الشباب الذين اخترقوا الساحة الأدبية والشعرية بروايات تركت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *