
لكِ الله، لكِ الله، لكِ الله.
يا من تتلقين نبأ استشهاد ابنك.. زوجك.. أخيك.. حفيدك بابتسامة الرضا، وتقولين: «الحمد لله كلنا فداء للأقصى.. كلنا فداء لفلسطين.. لو عندي عشرة أبناء لقدمتهم لفلسطين».
لله درّك يا صانعة الأبطال، يا من أرضعت أبناءك معنى الرجولة والكرامة، ومعنى استعذاب الموت في سبيل تحرير مسرى رسول الله، في سبيل الحرية والكرامة.
ماذا أقول؟ وماذا تخط كلماتي سوى كلمات الإجلال والتقدير وأنت تواجهين الصهاينة بكل جرأة وبسالة، تدافعين عن الأقصى وإن تم اعتقالك ووضعت في زنازين المحتل.
هنيئا لك وأنت تسطرين في هذه الأيام أروع أمثلة للأم الصابرة، المجاهدة، صانعة الأحرار ومربية أسود المقاومة.
أنت أيتها الأم المناضلة تجاهدين بالكلمة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل، تؤازرين الأبطال في المسيرات ضد الاحتلال.
أرأيتم تلك المرأة المرابطة في المسجد الأقصى تجلس في مصلّاها تعتكف مع قرآنها، تصطحب أبناءها وأحفادها مع الإفطار لتفطر في باحات الأقصى.
أرأيتم تلك المرأة التي تستنجد وتستثير الحمية والنخوة في نفوس أبناء شعبها، ليمضوا قدما نحو الفداء والتضحية.
أرأيتم تلك المرأة التي تصنع الطعام وتوزعه على المرابطين.. وتلك التي تجهز الحجارة وتمدها لأبنائها لكي يواجهوا فيها المحتل.. وتلك التي تعض على جراحها وتزرع في نفوس أبنائها العزيمة والإصرار لاستكمال مسيرة استشهاد أبيهم لتكتمل الحكاية نحو التحرير والنصر.
هذه هي المرأة الحرة صانعة الأجيال ومربية الأبطال.
لكِ منا أيتها الأم وأيتها المربية.. أيتها الأخت المجاهدة كل الاحترام والتقدير، فما أعظمكِ.. ما أروعكِ في وقت انشغلت بقية النسوة بالمساحيق وانشغلت أنتِ بتربية رجال الكرامة والعزة والشهادة.
مهما طال الزمان «نحن» الباقون كجذور الزيتون وهم الراحلون كالهباء المنثور.