فوزية أبل | للدستور شعب يحميه

فوزية أبل
فوزية أبل

لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحياة‭ ‬الكويتية،‭ ‬فدوره‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬برلمانا‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬الأعمال‭ ‬الرقابية‭ ‬والتشريعية‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬يعتبره‭ ‬المواطنون‭ ‬ابيت‭ ‬الشعبب‭ ‬ورمزا‭ ‬ومكتسبا‭ ‬شعبيا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬فيه‭.‬

ولن‭ ‬أبالغ‭ ‬عندما‭ ‬أؤكد‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬البرلمانات‭ ‬العديدة‭ ‬الحية‭ ‬والنابضة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الكويتي‭ ‬بوصفه‭ ‬الحالي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬حيث‭ ‬يتعدى‭ ‬دوره‭ ‬البرلماني‭ ‬إلى‭ ‬أدوار‭ ‬أخرى‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬التصاق‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي‭ ‬به،‭ ‬والمداومة‭ ‬على‭ ‬متابعته‭ ‬والتفاعل‭ ‬معه‭.‬

وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬المحرك‭ ‬للأحداث‭ ‬داخله،‭ ‬وبذلك‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬إجبار‭ ‬السلطتين‭ (‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭) ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬أجندته‭ ‬كمواطن‭.‬

مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬يمثل‭ ‬للكويتيين‭ ‬بيت‭ ‬الشعب،‭ ‬ومقر‭ ‬إدارة‭ ‬الأمة،‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فالحوار‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬حضاري‭ ‬في‭ ‬التعامل،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬مجمل‭ ‬مشاكلها‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬موائد‭ ‬الحوار،‭ ‬وإيجاد‭ ‬بيئة‭ ‬صالحة‭ ‬لتخطي‭ ‬الصعاب،‭ ‬فالتقارب‭ ‬الشعبي‭ ‬أو‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يشق‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬والاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭.‬

الديمقراطية‭ ‬تعني‭ ‬نظاما‭ ‬انتخابيا،‭ ‬وتعني‭ ‬المشاركة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والمباشرة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬التنموي‭.‬

إننا‭ ‬اليوم‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬منعطف‭ ‬دقيق،‭ ‬واستقرار‭ ‬البلد‭ ‬والوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬فالكويتيون‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يعول‭ ‬عليهم‭ ‬حينما‭ ‬يمرون‭ ‬في‭ ‬منعطفات‭ ‬صعبة،‭ ‬ولا‭ ‬يخذلون‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬التاريخية،‭ ‬وهناك‭ ‬أمثلة‭ ‬عدة‭ ‬ومحطات‭ ‬مفصلية‭ ‬شهدتها‭ ‬الحياة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭.‬

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *