
تمر الأيام سراعًا، قبل عامين كنا نتخبط في أحداث كورونا وتبعاتها، وويلاتها، كنا نخاف على أبنائنا وأحبابنا من كل شيء.
بدأ الهوس بالاحتياطات والاحترازات الصحية والتعقيم حتى اتخذنا القرار بتطبيق التعليم أون لاين.
والجلوس أمام شاشات الهاتف أو الايباد أو الحاسب الآلي لتلقي العلم.
وها نحن اليوم بعد ما يقارب عامين من مرور هذه الجائحة بل وأزعم من انتهائها ها نحن نقتنع جازمين بضرورة العودة إلى مقاعد الدراسة.
واجتماع الطلبة مع معلميهم ليكون التعليم وجاهيًا يتلقى الطالب من معلمه المعلومة مصحوبة بالمشاعر والانفعالات والانطباعات ليفهمها ويستوعبها ويتلقاها بكل سهولة ويسر وتنطبع في ذاكرته بعيدًا عن أجهزة الحاسب الآلي والآيباد والهواتف النقالة التي جعلت أبناءنا يتسمرون خلف تلك الأجهزة بلا حراك عيونهم تتحرك مشدودة لمتابعةالمشاهد المعروضة وظهورهم متصلبة خلف تلك الأجهزة.
نعم لا بد من العودة إلى مقاعد الدراسة لتعود العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الطلبة وهم يمرون في أروقة المدرسة وباحاتها.
هذا التعامل الإنساني بين الطالب والمعلم، بين الطالب وزملائه، بين الطالب وأصدقائه لا يمكننا أن نتجاهله ولا ننساه فتنمو المشاعر والعواطف الإنسانية.
في هذا الإطار ، لا بد من التنويه بأننا بعد هذين العامين أدركنا بضرورة الاستفادة من التقنية العلمية الحديثة وإدخالها بقوة خلال الحصة الدراسية وداخل القاعة الصفية بإشراف المعلم والموجه التربوي الذي يعطي من روحه وقلبه وعلمه.
أعتقد بعد هذه التجربة أصبح الجميع مقتنعًا بأهمية التعليم الوجاهي، وإلى عودة آمنة وتوفير بيئة صحية تعليمية من خلال تطبيق التدابير الوقائية والاجراءات الاحترازية لضمان سلامة الطلبة والهيئات التدريسية والإدارية ودعم الجهود الوطنية والاستعدادات المكثفة لاستقبال العام الدراسي الجديد.
وأصبح من الضروري تشجيع أبنائنا للعودة إلى مدارسهم وحمل حقائبهم وكراستهم، والإقبال على التعليم بكل حب وشغف.
فأهلا بالمدارس.. وأهلا بالازدحام.. وأهلًا بالحياة الطبيعية الخالية من الأمراض والأوجاع.
فافتحوا الأبواب مشرعة لشمس الحياة وإشراقة العلم وبسمة الأطفال ولتجدد الحياة.