قراءة في المشهد السياسي الكويتي

بحصيلة رقمية تصويتية كبيرة تجاوزت الـ ٤٣ صوتا انتخابيا من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التكميلية التي جرت وقائعها في الدائرة الخامسة يوم السبت الماضي (٢٢ مايو)، نجح د. عبيد الوسمي بالعودة إلى قاعة عبدالله السالم مجددا بعد مقاطعته لانتخابات سابقة احتجاجا على تعديل قانون الانتخابات.

فمنذ إعلان د. عبيد الوسمي رغبته في الترشح لهذه الانتخابات خلفا للنائب د. بدر الداهوم الذي أبطلت عضويته بحكم من المحكمة الدستورية، حدث إجماع شعبي عارم تجاهه ما يشير إلى حالة كبيرة من الوعي الذي تجسد بين أوساط الناخبين في الدائرة الخامسة أو حتى بين عموم أفراد المجتمع الكويتي.

ويرى العديد من المراقبين أن فوز الوسمي يعني تعزيزا لقوة كتلة المعارضة البرلمانية في ظل العلاقة المتأزمة مع الحكومة وعدم استقرار المشهد السياسي العام وارتفاع حدته خصوصا بعد قرار مجلس الأمة بتأجيل مناقشة الاستجوابات المقدمة أو التي ستقدم إلى رئيس الوزراء.

ولكن مع توالي الاستجوابات المقدمة تجاه عدد من الوزراء (الخارجية والصحة والمالية والداخلية)، يبدو أن الهدف العام يذهب لضمان الإطاحة بالوزراء تمهيدا لإسقاط الحكومة أو الدفع بمبدأ عدم التعاون نحو حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة.

وفي الوقت ذاته بدأت الدعوات تعود إلى الشارع الكويتي بعد التغريدة التي أطلقها النائب السابق صالح الملا للعودة للتجمع في ساحة الإرادة يوم الأربعاء (٢ يونيو).

وأمام هذه المعطيات، أكدت مصادر على تحركات بدأ يقودها المنبر الديمقراطي الكويتي للاجتماع والالتقاء مع التنظيمات السياسية الكويتية بهدف التنسيق فيما بينها وخلق أجواء تساعد على الانفراج وتجاوز حالة الاحتقان السياسي، على أن يتبع ذلك لقاءات مع مجموعة من النواب للاتفاق مع أولويات يتم تبنيها والعمل من أجلها، خصوصا وأن القوى السياسية، في المرحلة التي سبقت الاعتصام المشترك الذى أقيم في ساحة الإرادة مؤخرا دعما للقضية الفلسطينية، غابت عن المشهد السياسي وإن كانت تراقبه.

لذا على  القوى السياسية أن تمارس دورها في عمليات صنع القرار، وتقديم رؤاها الوطنية والديمقراطية، واستنهاض الوعي الشعبي لمواجهة الاختلالات القائمة.

شاهد أيضاً

الذكرى الـ 21 لرحيل سامي المنيس

كتب علي حسين العوضي في عام 1996 كانت بدايتي في العمل الصحافي في جريدة السياسة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *