
الحياة لعبة، ولكل لعبة قوانينها وقواعدها وأسرارها التي إن تمكنا منها اتقنا اللعب، فتكون النتائج مرضية كما نريد.
لكن ما يحدث في حياة أغلب البشر هو عكس ذلك تماما، فهم في حالة صراع وتحدي وقتال مع الحياة، ولجهل معظم البشر بهذه القوانين، فهو في الغالب يخسر «المعركة» أو اللعبة.
هذا تلخيص للفكرة العامة لكتاب «كن واقعيا واطلب المستحيل» للكاتبة هند العوضي، الذي تناولت فيه لعبة الحياة بمفهوم مختلف تماما عما اعتدنا عليه، فالحياة خُلقت لنا لنعيش، لنستمتع، لنكتشف، لننمو، لنتسع، لنخلق، لنصنع، لنتكامل.
تشرح العوضي في كتابها هذه المعاني، وتتناول القوانين التي من شأنها أن تنسف المفاهيم السابقة المتوارثة التي أوصلت البشر لحياة مليئة بالصراع والآلام والمآسي، إلى فهم مختلف يجعل حياتنا حياة التمكين والقوة والخلق.
وقد قدم هذه الفلسفة والفهم العالم الروسي «فاديم زيلاند» في سلسلة من الكتب العميقة المعنية بصناعة الحياة، التي بعد التبحر في معانيها وتطبيقاتها، وجدت الكاتبة أنها فعلا رؤية واسعة ومستنيرة ومختلفة وتزوّد الانسان بأدوات تجعله أكثر فهما للحياة، وأكثر قدرة على التعامل مع مجرياتها، بل وتمكننا من صناعة وخلق واقع مختلف يتماشى مع أهدافنا ونوايانا.
ويطرح الكتاب رؤية جديدة للحياة والعالم الذي نعيش فيه، وباستيعاب أن هذا العالم يعمل بإتزان وبقوانين محكمة وليس بشكل عشوائي، فإننا حين ندرك هذه القوانين ونتمكن منها ونعيد توجيه أفكارنا وقدراتنا، سنستطيع صناعة الحياة التي نريد بأيسر الطرق، وحينها فقط سندرك أن الحياة المرفهة السعيدة ليست حكرا على فئة من البشر، فالحياة وفقا لهند العوضي لعبة عندما نعيشها بوعي سنكون أسياد اللعبة.
ويضع الكتاب للإنسان نظاما كاملا ومختلفا لفهم الحياة ومبادئها وطريقة العيش فيها كصانع لحياته، وليس كدُمية تحركها القوى الخارجية.
ويتناول الكتاب نظرية ومبادىء وتطبيقات، تقوم أساسا على فكرة أنك المسئول الوحيد عن حياتك، وأن لديك كامل الحرية في اختيار ما تراه ملائما لك في جوانب حياتك، وأنك لا تخلق شيئا من العدم، فكل احتمالاتك التي تتخيلها التي لا تعلم أنك تستطيع أن تحلم بها، موجودة أصلا في العالم الافتراضي أو الأثيري، وكل ما عليك فعله هو تحديد ما تريده، وتنظيف أفكارك ومعتقداتك وأن تركز بأفكارك على نسختك التي حققت الهدف، وأن تعيش الإتزان في كل جوانب حياتك. يسر لا عسر
هند العوضي: يسر لا عس
لأني مؤمنة إيمانا تاما بأن إرادة الخالق لنا هي «اليسر»، «إنما يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، ويقيني بأن كل ما نراه من عسر وتعقيد في الحياة هي نتاج أفكارنا وأفعالنا كبشر، وبعد استيعابي لمفاهيم وقوانين وأدوات صناعة الحياة، وتجلي اليسر في كل جوانب حياتي، نويت المشاركة بنشر ونقل هذا الوعي والعلم والمعرفة للعالم بكل حب.
