
الحياة كالمسرح، في نهاية كل يوم تسدل الستار على جروح وأحزان، أو ربما دموع فرح لتشرق شمس يوم جديد إيذاناً برفع الستار عن أحداث وحكايات جديدة كتبتها لنا الحياة، فمن الممكن أن تكون لكمة جديدة من لكماتها أو بسمة ترسم لك السعادة، فأحداث هذه الرواية ربما ترونها على أرض الواقع أو قد مرت على مسامعكم في يوم من الأيام. هذه هي الحياة كالمسرح أو شاشة عرض، نحن أبطالها الواقعيون.
تتضمن «لم يرحموها» على 4 مشاهد:
المشهد الأول حول 3 شبان هم أحمد وعادل وعبد الوهاب التحقوا بالصفوف العسكرية، ويروي المشهد الأول من القصة بعضاً من مشاهد التدريب والحياة التي يعيشها العسكري في الثكنات العسكرية.
ويظهر لنا المشهد الاول معنى الصداقة الحقيقية، حيث اندفع عبد الوهاب لإنقاذ صديقه عادل من إصابة محتمة جراء مكيدة قام بها أحمد، ولكن تنبه عبد الوهاب لها أنقذ عادل وأصابه إصابات بالغة وبعد هذه الحادثة وما رافقها من تحقيقات واستجوابات لأحمد بات الثلاثة أصدقاء.
المشهد الثاني من القصة يتناول قصة حب عبد الوهاب لشقيقة عادل مريم والتي لم تكن تبادله نفس المشاهر ولكن تم إجبارها على الارتباط به كونه أنقذ شقيقها عادل من الموت.
المشهد الثالث بعد وفاة زوجها عبد الوهاب، تكررمشهد إجبار أهل مريم لها على الزواج، من خلال تصميمها على تزويج ابنتها «شفق» من ابن صديقتها خولة.
المشهد الرابع يدور حول تحكم زوج «شفق» ابنة مريم ووالدته بحياتها ومنعها من إكمال دراستها ومن ثم التمرد على واقعها وطلبها الطلاق وتحقيق كل ما كانت تحلم به.
المغزى من هذه القصة يتمثل بأن لا تسمحوا لأي شخص كان أن يحطم صندوق أحلامكم، وكونوا على يقين، ـنه مهما كسرتكم الحياة أنتم فقط من ستجبرون كسر أنفسكم ولن يقف معكم سوى الله.
فرغم كل الظلم الذي وقع على بطلة القصة والقلوب القاسية التي لم ترحمها وصلت في النهاية إلى تحقيق حلمها، فحجم قسوتهم كبّر من سقف طموحاتها، فجبرت كسرهم لها بنجاحاتهم وبرمي السلبيات خلف ظهرها وجعل الأمل رفيق دربها.
العبرة من القصة أن الاستسلام والرضوخ لسلبيات البشر اتجاهك كفيلان بحد ذاتهما لهدم مستقبل صممت جميع جوانبه بمخيلتك ولونت كل جانب بلون من ألوان الإيجابية الزاهية، فيتحول من قصر إنجازات إلى بيت مهجورٍ خاوٍ هجرته زقزقة العصافير التي تمثل مدح من حولك لك والثناء على إنجازاتك. اصنع من سلبياتهم درجاً للوصول إلى أعلى القمة، فهناك ينتظرك تصفيق جمهور بحرارة ودموع وفرح ممزوجة بنكهة الفرح، حارب لتصل، فحلاوة الوصول تنسيك مرارة التعب.
فـ»شفق» بطلة القصة رغم كل الأوجاع التي سكنت قلبها ورغم جور البشر والزمان عليها، لكنها استطاعت أن تصنع من تلك المصاعب سلماً للوصول إلى أحلامها.