«مقبرة الإطارات» هل انتهت؟

إطارات السيارات

أخيرا وبعد 17 عاما تراكمت فيها إطارات السيارات في الصحراء، مكونة إحدى أكبر المقابر للإطارات المستعملة في العالم، بدأت في الكويت إعادة تدوير أكثر من 42 مليونا من الإطارات المتهالكة، ويصل عدد المركبات في الكويت إلى حوالى 2.4 مليون مركبة حتى 2019، طبقا لآخر أرقام نشرتها الإدارة العامة للإحصاء.

وأعلنت الهيئة العامة للبيئة أنها أتمت عملية نقل جميع الإطارات من منطقة تقع جنوب منطقة الصليبية إلى منطقة السالمي بالقرب من الحدود مع السعودية خلال ستة أشهر، من خلال شركات، يقودها مبادرون، تولت مهمة نقلها وإعادة تدويرها دون أية تكلفة على الحكومة.

ولا يوجد مدى زمني محدد لإعادة تدوير هذه الإطارات، لكن هيئة البيئة تسعى إلى تحويل منطقة السالمي إلى مركز لإعادة التدوير، كما أنها ترغب في التخلص منها بأسرع وقت ممكن.

الدفن أو الحرق

وقد ظلت طرق التخلص من الإطارات في السنوات الماضية بدائية جدا، إذ عمدت البلدية إلى إتلافها عن طريق الحرق أو دفنها في حفر كبيرة في منطقة تبعد نحو 35 كيلومترا من العاصمة ونحو سبعة كيلومترات فقط من المناطق السكنية، وهو ما كان مصدر إزعاج للسكان بسبب الحرائق المتتالية التي كانت تندلع بين الحين والآخر في هذا الكم الضخم من الإطارات، مسببة سحبا من الدخان الأسود الضار بالبيئة والسكان.

ويأتي هذا الاتجاه تلبية لاحتياجات بناء مشروع سكني يضم ما يقارب 25 ألف منزل في المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي، بعد أن تحررت من مشكلة الإطارات التي كانت أكبر عقبة تواجه المشروع.

وفي مصنع لإعادة التدوير تديره شركة «ابيسكو» العالمية للتجارة العامة في منطقة السالمي، يقوم العمال بفرز الإطارات الخردة وتقطيعها لإنتاج منتجات مختلفة منها ما يستخدم كوقود لمصانع الأسمنت، ومنها مواد يتم ضغطها لصناعة بلاط الأرضيات المطاطي الملون والعشب الصناعي، ويستخدم بعضها حتى في مناطق لعب الأطفال.

وقالت المهندسة آلاء حسن، الشريك والمدير التنفيذي لشركة «ابيسكو»، إن الهدف من المصنع «هو المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات بشكل جذري، باستخدام هذه الإطارات كمواد أولية لإنتاج مواد جميلة ذات ألوان زاهية يمكن استخدامها أيضا في الجانب الجمالي وليس الصناعي فقط».

وأوضحت أن الشركة ستقوم بتصدير منتجات المصنع إلى دول الخليج المجاورة وكذلك الى السوق الآسيوية، إضافة للاستهلاك المحلي.

ويمكن للمصنع الذي بدأ العمل في يناير 2021، إعادة تدوير نحو 3 ملايين إطار سنويا كطاقة تشغيلية قصوى.

تقنية الانحلال الحراري

ومن جانبه قال حمود المري المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة مجموعة الخير القابضة، أن شركته نقلت أكثر من 50 في المئة من الإطارات من المنطقة التي تكومت بها الإطارات إلى السالمي في شاحنات وصل عددها أحيانا إلى 500 شاحنة يوميا، مشيرا إلى أن الشركة ستنقل للكويت تكنولوجيا تسمى «الانحلال الحراري» التي يتم من خلالها حرق الإطارات وتحويلها إلى مواد أولية.

وينتج الانحلال الحراري نوعا من الزيت يمكن بيعه للاستخدام في الأفران الصناعية، مثل مصانع الأسمنت، وكذلك الرماد المعروف باسم «الكربون الأسود» الذي يمكن استخدامه في مختلف الصناعات.

والإطارات الخردة مشكلة بيئية كبيرة في جميع أنحاء العالم بسبب أعدادها الكبيرة والمواد الكيماوية الداخلة في تركيبها، والحرائق التي يمكن أن تنجم عن تراكمها.(رويترز).

شاهد أيضاً

سليمان ماجد الشاهين

سليمان ماجد الشاهين.. قراءة في خلفيات ما قبل الغزو (4)

للشهادات التاريخية مكانتها بين الأحداث، وهي أقرب ما تكون إلى وثيقة يرويها صاحبها خصوصا عندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *