
كتب: أسامة العبدالرحيم وحسين الحربي
يصادف اليوم الذكرى 73 للنكبة الفلسطينية، ولايزال الشعب العربي الفلسطيني يقدم بطولاته وتضحياته داخل فلسطين وخارجها، في السجون وفي المهجر، رافضا سلطة الاحتلال الصهيوني، صامدا بوجه جبروتها، في وقت تخاذلت وتقلبت مواقف العديد من الحكومات العربية التي غفلت عن مطلبي حق العودة وتقرير المصير، وأخذت تطبع مع الكيان المحتل وتنتهز الفرص لاستضافته، مستخدمة مختلف الأساليب، ورافعة خيار المفاوضات مع سلطات الاحتلال، وهي تدرك عدم توافر أي من شروط التفاوض.
النكبة الفلسطينية ليست حدث تاريخي عابر، بل واقع قائم لايزال يعاني منه الشعب الفلسطيني العربي، بالتشريد والقهر والاحتلال.
عبرت الشخصيات والقوى السياسية والاجتماعية والشبابية عن تضامنها مع الحق الفلسطيني، وأكدت موقفها الرافض لمحاولات التطبيع البائسة، ودعمها اللامحدود للقضية الفلسطينية ومقاومة المحتل.
فرغم حرارة الطقس المرتفعة في نهار رمضان. شارك المجتمع الكويتي في اعتصام سلمي حاشد في ساحة الارادة يوم الثلاثاء الماضي (١١ مايو ٢٠٢١). تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مقاومته لقوات الاحتلال الصهيوني. وقد شهد الاعتصام حضور مختلف أطياف المجتمع ما يؤكد أنه مهما اختلف الكويتيون في بعض القضايا إلا أنهم متفقون على مناصرة الحق الفلسطيني العربي ومحاربة الصهيونية.
مثال للصمود والمقاومة
أكدت عضو مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية شريفة الخميس أن القضية الفلسطينية لم ولن تكون في موضع جدال أو نقاش، فالكويت كانت المهد الأول لنشوء تنظيمات المقاومة الفلسطينة، وكانت وماتزال الداعم الأساسي ماديا على المستوى الشعبي والحكومي، فهذه القضية ترمز إلى الشرف العربي وهي الأولى، ففلسطين قضية أي إنسان يؤمن بالعدل ومحاربة الظلم.
وأضافت أن الكويت صلبة في موقفها لمناهضة لكافة أشكال التطبيع، وهذا الأمر لا يختلف عليه، قيادة وشعبا.
وذكرت الخميس أن الشعب الفلسطيني خير مثال للصمود والمقاومة، كما أكدت على تضامن الشعب الكويتي بكافة أطيافه مع هذا الصمود والنضال.
اعتزاز بالموقف الكويتي
ومن جانبها أشارت د.إقبال العثيمين، رئيسة قسم علوم المكتبات والمعلومات في كلية التربية الأساسية، إلى اعتزازها بالموقف الكويتي الحكومي والشعبي من القضية الفلسطينية الذي لم يتغير، مؤكدة على رفض المواطن العربي لأي اتفاقية تطبيع، ورفض التنازل عن القدس وتدنيس مقدساته فيها من المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسجد الصخرة والحرم الابراهيمي.
وقالت د.العثيمين في رسالة لها للشعب الفلسطيني: إن الحق الفلسطيني لن يضيع مادام هناك فلسطينيون صامدون على أرضهم، يقاومون الاعتداءات العسكرية التدميرية التي يذهب ضحيتها المدنيين، من نساء وشيوخ وشباب وأطفال، وأن الدرس الذى قدمتوه للعالم أجمع هو أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ أو يستسلم، ولن يقبل بالاستيطان والتهويد، وأن إرادته وحسه الوطني لن ينكسرا، فأنتم تزدادون صلابة، وستواصلون المسيرة نحو الحرية والاستقلال.
موقف ثابت
أما رئيس لجنة المستجدين في قائمة الراية الطلابيجة في المملكة المتحدة عبدالوهاب ميرزا فأشار إلى ثبات الموقف الكويتي، حكومة وشعبا، من القضية الفلسطينية رغم موجات التطبيع المنتشرة في الآونة الأخيرة، مضيفا أن الكويت ظلت ثابتة أمام هذه الموجات التي تدعي سعيها لنشر السلام في المنطقة ولكنها بعيدة عن هذا الأمر كما زنها بعيدة عن الإنسانية.
وقال ميرزا: في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني قوى الاحتلال، فإن هناك من يتسابق للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب بحجج واهية مثل تقويم العلاقات الاقتصادية، ولكن على أرض الواقع ماذا استفادت الدول العربية، خصوصا التي أعلنت اعترافها بهذا الكيان منذ السبعينات؟ فلا حل للسلام، ولا انضباط في الأوضاع الاقتصادية!
ودعى ممثل قائمة الراية الشعب العربي الفلسطيني إلى الصمود، مؤكدا أيضا أن الكويت، حكومة وشعبا، كانت وماتزال متضامنة ومؤمنة بحق الشعب الفلسطيني بأراضيه المحتلة، وستبقى الكويت مستمرة بدعمها حتى يتم استرجاع أرض العرب لأهلها.
أنتم لستم وحدكم
وعبر منسق قائمة الوسط الديمقراطي في جامعة الخليج طلال الصراف عن رفضه لكل أوجه الاحتلال الغاصب على أرض دولة فلسطين، مشيرا إلى المرسوم الأميري الصادر عام ١٩٦٧ الذي ينص على أن الكويت في حالة حرب دفاعية مع العصابات الصهيونية، وهذا المرسوم قائم إلى يومنا هذا.
وذكر الصراف أنه في السنوات القليلة الماضية، شاهدنا بعض الدول تطبع مع هذا الكيان الغاصب بحجة السلام، مبديا استغرابه لمثل هذه التوجهات غير المقبولة.
ونوه الصراف إلى أنه لا سلام مع الكيان الصهيوني، وأن فلسطين ستبقى حرة عربية, متسائلا في السياث ذاته عن أي سلام وتطبيع يتحدث به البعض والكيان الغاصب مستمر بقتل النساء والأطفال والرجال وكبار السن، وسرقة الأرض وتشريد شعب كامل.
ووجه الصراف رسالة إلى الشعب الفلسطيني الذي يقاوم هذا الاحتلال: أنتم لستم وحدكم، فنحن معكم ونقف خلفكم ونساندكم ولو بالكلمة، فهناك شعوب وضمائر حية تدافع عنكم في كل مكان وزمان، استمر أيها الفلسطيني المرابط فالنصر قريب .. وبإذن الله سيزول هذا الكيان النتن.
خزي وعار
و من جهتها قالت منسقة قائمة الوسط الديمقراطي بجامعة الكويت أشجان الديحاني: نشد ونصر على موقفنا ورأينا المناهض للتطبيع، وأن القدس هي عاصمة فلسطين وعروس عروبتنا لا الكيان المغتصب حتى إن أجمع العالم بالاعتراف به.
وعبرت الديحاني عن شعورها بالحزن والخزي من أن تعترف دول عربية بكيان مغتصب يهدد مساحة من مساحاتها العربية، وبكيان ويبيح كل هذا القتل والدماء، داعية في الوقت ذاته إلى إعادة النظر في عمليات التطبيع والحرص على وحدة الموقف العربي ضد هذا الكيان المغتصب وعدم السماح له باذابه الهوية العربية.
وقالت: نحن نعلم حجم الألم الذي يشعر به الشعب الفلسطيني فنحن نشعر به أيضا، ويؤلمنا شعور العجز عن نصرتكم، ولكنكم أبطال أحرار، ومناضلون سيكتب لكم التاريخ وستتذكركم الأجيال، فدماءكم لن تذهب هباء منثورا.
تواطئ وخيانة
أما منسق قائمة الوحدة الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية عبدالعزيز الزامل فأشار إلى وقوف الشعب الكويتي مع الشعب الفلسطيني ومناصرته للقضية الفلسطينية كونها قضية عربية إسلامية وإنسانية.
وحيى الزامل الشعب الكويتي على وقفته في ساحة الإرادة وتضامنه مع الشعب الفلسطيني ورفضه للانتهاكات الصهيونية.
ورأى الزامل أن التطبيع هو تواطئ وخيانة للأمة العربية والإسلامية.
دروس في معنى الانتماء والدفاع عن الحق
وأعرب رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي عبدالله أشكناني عن تضامن الشباب الكويتي مع الشعب الفلسطيني الصامد والمكافح.
وقال أشكناني: يسطر الفلسطينيون اليوم درسا في معنى الانتماء والدفاع عن الحق أمام أعين العالم أجمع وهو يواجه جرائم الكيان الصهيوني الممنهجة من اعتداءات وحشية تضمنت عمليات تهجير قسري واستيلاء على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى وغيرها من الأساليب الإجرامية.
وعبر رئيس اتحاد الشباب عن اعتزازه بموقف الشعب الكويتي ودعمهم التضامني للشعب الفلسطيني الشقيق داعيا إلى تكثيف الجهود للتعبير عن هذا التضامن بشتى الوسائل والتأكيد على الموقف الثابت تجاه القضية خاصة بعد خيبة التطبيع التي شهدتها بعض الدول.
وقال: من الضروري عدم الانجراف وراء الضغوط والدعوات التي تحاول جر الكويت إلى وحل التطبيع، بل أن رفض التطبيع وتعريته هو أقل ما يمكن أن نقدمه للشعب الفلسطيني الأبي.
إدانة واستنكار
في موقف مشرف استنكرت جمعية ضاحية عبدالله السالم والمنصورية اقتحام الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وتهجير الفلسطينيين، وأدانت الجمعية تنفيذ مخطط الصهاينة لإخلاء المنازل في القدس من سكانها الفلسطينيين وفرض سيطرة قوات الاحتلال عليها، وأعربت أن هذا الأمر يمثل مخالفة لقرارات الشرعية الدولية ويهدم الأمن والاستقرار.
