
في حضرة نادي القادسية الرياضي، أجد نفسي عاشقا بلا تشجيع، ومنتميا بلا تسجيل، ومدافعا بلا حدود، وباعتقادي فإن إرتباطي بالقادسية ينسجم مع ولائي لخصمه اللدود، وهو النادي العربي الرياضي، لأن العربي بداية من تأسيسه واسمه مرورا ببطولاته ومكانته، يفتح لمنتسبيه ومشجعيه الباب للتعرف على صنّوه، لذلك فإن جزءا من قيمة العربي تكمن في وجود القادسية والعكس صحيح، وليس غريبا أن يكون القادسية والعربي، ومعهما نادي الكويت الرياضي، انعكاسا ممتدا للوضع العام، فتأسيسهم في الستينات من القرن العشرين، بل وما قبل تاريخ تأسيسهم، حين كانت مسمياتهم مختلفة عن المسميات الحالية، حيث كان العربي يُسمى العروبة والقادسية يُسمى الجزيرة والكويت يُسمى الأهلي، قام على ركيزة بحث الشباب الكويتي المرتبط بالعمل الوطني في ذلك الوقت عن مصادر تتيح لهم ممارسة قوة وجودهم الرياضية والتعبير عن ثقافتهم الوطنية، وبالتالي أصبحت هذه الأندية الثلاثة في كويت الخمسينات والستينات منبع من منابع النشاط الوطني، وفي كل ذلك كان القادسية على عهد الكويتيين بإلتزامهم في حماية وجود الكويت وتطورها، ونجما مضيئا في سماها، فقد تخرج من أسواره رياضيون رفعوا رايتها في بطولات كثيرة، وتمسكوا بهويتها العربية ضد أعداء كرامة العرب وعزتهم، وطالبوا بعودة المكتسبات الدستورية لأهلها عبر دواوين الاثنين، وساندوا أحرارها الوطنيين في أول إنتخابات لمجلس الأمة بعد تحرير الكويت، وأوائل من عارضوا دوري الدمج وتدهور الرياضة، وفتحوا أبواب ناديهم لغير المنتسبين له من الرياضيين للدفاع عن أنفسهم في الأزمات الرياضية، فكيف لا أعشق القادسية ولا أنتمي له، ولا أدافع عنه، وإن كنت لا أنتسب إليه ولا أشجعه!
وأنت يا فيصل الدخيل، يا ملك الكرة الكويتية، مفخرة من مفاخر القادسية وسط اللاعبين الكويتيين، ومفخرتنا نحن الكويتيين وسط اللاعبين العرب، قد ظهرت مؤخرا في برنامج «الديوان» على القناة الثالثة في تلفزيون دولة الكويت يوم الثلاثاء 2021/6/8 تتحدث بصراحة حول الصراع الدائر في الرياضة الكويتية، وما أسميته بتسييس الرياضة، ذاكرا ومُذكرا بأن الرياضة للجميع.
ولتسمح لي يا ملك الكرة الكويتية بالتساؤل وبإبداء الرأي قبل التساؤل، إن الرياضة الكويتية منذ بزوغ فجرها اكتسبت سياستها الأساسية من خلال حق ممارسة شبابها لوجودهم ولثقافتهم الوطنية، وهي بهذا الاكتساب أصبحت رياضة للجميع، وواكبت المتغييرات العامة، من خلال انتخابات مجالس إدارات الأندية والاتحادات، لكن هذا الاكتساب بدأ يتجمد بالاحتكار منذ نهاية السبعينات، مع تفكك الثقافة الوطنية، وتفكيكها أكثر بثقافة الإستحواذ الوراثي وصراعاته الشخصية وولاءاته، ومن خلال جمعيات عمومية لا تكاد تشرف على تسجيل أعضاءها جهة رياضية مستقلة، فهل يحق لنا إعادة الإعتبار لما اكتسبناه من المؤسسين الأوائل؟
نعم يا ملك الكرة الكويتية، نملك حق محاولات إعادة الاعتبار لرياضتنا الكويتية وثقافتنا الوطنية، بوسائلنا السلمية التي كفلها دستورنا، فما اكتسبناه ما هو إلا مسيرة لا نملك إلا مواصلة استكمالها، على حد تعبير الراحل الوطني سامي المنيس.