ناصر العطار | ماذا بعد تحرير فلسطين؟

ناصر العطار
ناصر العطار

ربما يكون من الصعب التفرقة بين إعمال العقل، بحيث يكون هذا الإعمال نمط تفكير ينير درب الإنسان العربي في حاضره ولمستقبله، وبين استهلاك الإنسان العربي لعقله في التفكير المستقبلي.

ومكمن الصعوبة باعتقادي يكمن في أن الإنسان العربي يتعرض إلى لوم من الآخرين ومن ذاته على أساس أن تفكيره لا يتعدى يومه، فلا يملك رؤية أمام أمور الحياة ومتغيراتها.

إن هذا اللوم المزدوج من الممكن أن يجعل عقل الإنسان العربي مستغرقا في التفكير المستقبلي، إلى حد تأجيل ما يستحق أن يعيشه الإنسان العربي في حاضره لغد مأمول ينتظره منذ أمد بعيد.

إن التفكير في المستقبل علامة على وجود الرؤية لدى الإنسان، لكن أنا هنا أود توضيح أن انتظارنا لمستقبل عربي مشرق لا يجب أن يكون انتظارا سلبيا يجعلنا غير مبالين لحاضرنا، ونتصرف أمامه من منطلق ردود الفعل.

إنني أتفق مع العبارة التي تقول «الحرية ممارسة يومية» وما يستوعبه عقلي من هذه العبارة هو أن الحياة الحرة حق للإنسان كل يوم، وهو درب يسير به الإنسان طوال حياته، ومن الطبيعي أن يتخلل هذا الدرب مصاعب وتراكمات عبر التجارب، فحرية الإنسان العربي يعكسها ولا يعاكسها نضال شعب فلسطين، وإذا كان هذا النضال فعلا يعكس سعي الإنسان العربي للحرية، فينبغيباعتقاديأن يكون هذا السعي نهج يقاوم احتلال فلسطين ويستمر بعد تحريرها.

إن إستمرارية سعينا نحن العرب للحياة الحرة، وتغيير نمط تفكير الإنسان العربي من إنسان تابع لغيره، يستحوذ التوجيه الفوقي على جل فكره، وتدفعه ردود الأفعال فقط لاتخاذ المواقف، إلى سيد نفسه، أراها نقطة جديرة بالمناقشة.

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *