نوف الفرحان | التحطم الإيجابي: حلطمة ٢

نوف الفرحان
نوف الفرحان

يحكى أن هناك طائرة جلس بها مجموعة من الأساتذة، قبل الإقلاع، أعلن قائد الطائرة من خلال المذياع أن هذه الرحلة ستكون بجهود طلبة أولئك الأساتذة، وكأن بإعلانه صاعقة أصابت الأساتذة كلهم عدا واحداً، فهاجوا وماجوا، محاولين النزول من متن الطائرة، وذاك المتبقي ساكنا، هادئا، لم يبد أي ردة فعل، فاقترب منه أحد الأساتذة الخائفين. 

سأله: ألهذه الدرجة أنت واثق من المعلومات التي قدمتها لطلبتك! أواثق من جهودك؟ ومن قدرات طلبتك؟ لا أعلم كيف يمكنك التماسك بظل هذه الظروف! ونحن نعلم أن الطلبة لا يملكون من العلم شيئاً. 

فرد عليه بكل هدوء: «هذا ويهي إذا طارت الطيارة». 

قد تبدو مجرد طرفة، تنتهي بعد نهاية آخر ضحكة، لكنها في الحقيقة تعكس واقعا أليما، فهناك الكثير من المعلمين الذين لم يقدموا تدريسا بالشكل الكافي، وقد يعلمون أو لا يعلمون أن الطالب سيتخرج بصفحة بيضاء، تتعلق بطرفها بعض الذكريات مع الأصدقاء لا أكثر.

ولو تم قياس ذلك على أولياء الأمور، لوجدنا أن بعضهم يربي أطفاله كما المثال السابق، تربية «اللا تربية». 

أما على مؤسسات الدولة، فسنجد أيضا هناك بعض المؤسسات التي تصرف رواتب لموظفين إنجازاتهم لا تتجاوز الجلوس خلف مقود الطائرة، دون تحريكها قيد أنملة. 

لكن في المقابل هناك معلم معطاء، ومربي فاضل، ومدير مخلص، وموظف مجتهد، وإن كانوا قلة، إلا أنهم قلتهم يفرضون وجودهم، فلا يمكن للتعميم أن يغفلهم أو يغلبهم، لكن ما تم ذكره فقط من باب (التحلطم) الإيجابي، الذي يدعونا للتفكر، ومن ثم التحرك والسعي للأفضل. 

تحذير: التحلطم الزائد سبب رئيسي لأمراض القلب وجلطات المجتمع. 

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *