
«الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، تم بحمد الله تخرجي من الثانوية العامة بتقدير امتياز، اللهم ليس بجدي واجتهادي إنما بتوفيقك وكرمك عليّ، فالحمد لله عند البدء وعند الختام»
رسالة وتغريدات ومنشورات رأيناها كثيرا الأسبوع المنصرم إثر ظهور نتائج الثانوية العامة، فرحنا بمن تخرج وهو يقرب لنا، أو حتى من يرافقنا بمسيرة برامج التواصل الاجتماعي، لكن في الباطن كانت هناك مشاكل عدة.
ففي اليوم الأول تواجد أكثر من ثلاثين طالب في مستشفى العدان لإزالة سماعة الغش، وذلك إثر انحشار السماعات داخل آذانهم، أثناء تأدية اختبارات الثانوية العامة. فرغم تشدد وزارة التربية في إجراءات تقديم الاختبارات، إلا أن الاختبارات التي تم عملها (أون لاين)، كانت وسيلة سهلة لنيل الدرجات، سواء للطلبة المجدين أو الفنانين بحركات وطرق الغش، وأيضا الدرجات التحصيلية خلال العام ساعدت بزيادة النتيجة النهائية، ما سبب تضخما بدرجات الطلبة.
إن التضخم اصطلاح يرتبط بالظاهرة التي يطلق عليها، فقد يكون نقديا أو بالأسعار، تضخم الدخل أو التكاليف، لكن هذه المرة تضخم بالدرجات الدراسية، ولكن الفرق بين التضخم المالي وتضخم الدرجات أن التضخم المالي هو ارتفاع مستمر ومؤثر في المستوى العام للأسعار، وبالتالي فإن الزيادة المؤقتة لا تعتبر تضخما، في حين أن التضخم الدراسي الحاصل عبارة عن زيادة مؤقتة، وبهذا العام الاستثنائي، لكنه سيكون إرهاقا للجامعات والمعاهد، بسبب العدد الكبير من الطلبة «المتفوقين» الذين يرغبون بالانضمام لها بالتأكيد، إلا إذا كانت لدى هذه المؤسسات التعليمية خططا للتعامل مع الكم الهائل من الطلبة.
شعور جميل أن يكون غالبية الطلبة من أصحاب الدرجات العليا، لكن الأجمل حين تكون تلك الدرجات قد تم نيلها بجدارة، وفائدة تعود عليهم وعلى الوطن.
ملاحظة: أرجو أن تكون درجات الطلبة بجدهم واجتهادهم، لا بجد «البراشيم» واجتهاد «السماعات».