
هنا بقية الحديث الذي بدأته في الأسبوع الماضي عن التصرف الذي صدر من شاب أرعن، وما كاد يمكن أن يحصل، من خلال عدة افتراضات وضعتها، لنصل إلى السؤال المهم: هل هذه هي مواصفات «الرجل»؟
لأنه قبل عقد أو عقدين من الزمان، وربما حتى في وقتنا الحالي، ومن هو بعمره، يملك أسرة هو مسؤول عنها.
من هو بعمره رجل بمنزل أسرته، يعتمد عليه والديه، وتحتمي به أخته، فهل من الرجولة إيذاء شخص لم يؤذك؟ أم فقط لأنها أنثى، وهو تربى بمجتمع يعتبر الاستقواء على الأنثى، واستضعافها رجولة!
هل من الرجولة إخافة شخص يسير بحال طريقه؟ أم إثبات أنه قادر على الإيذاء بغض النظر عن الشخص المقابل!
هل من الرجولة ادعاء الرجولة؟ وهو لا يمت للرجولة بصلة!
سأحاول أن أوجز ما أعرفه عن صفات الرجل الحقيقي، بما رأيت وعاشرت وعرفت، بمن قرأت عنهم، ومن وصلتنا أخبارهم:
- الرجل الحقيقي هو من يتصف بالصفات الحسنة، ودائما يضرب مثلا بالأخلاق، ليكون قدوة يحتذى بها، واسم يتشرف به هو وأهله ودينه ووطنه.
- الرجل الحقيقي إذا أخطأ يعتذر، وإذا ارتكب سيئة يستغفر، كما يبذل قصارى جهده لتجنب ارتكاب أخطاء غير قابلة للتصحيح أو التعديل، ويتحمل مسؤولية أخطائه.
- يحاول الرجل الحقيقي دائما مساعدة الآخرين، وتقديم الدعم لهم.
- الرجل الحقيقي لا يتهرب من مسؤولياته، بل يواجه كل تحد دون شكوى من ثقلها.
- الرجل الحقيقي لا يختبئ خلف قناع، أو يزيف شخصيته، ليبدو كاملا أو محببا لمن حوله، بل بالعكس يتقبل نفسه ويظهر شخصيته بكل ثقة، ويحاول أن يطورها ويحسنها دائما ليصل للشخصية التي يطمح أن يكونها.
- الرجل الحقيقي قادر على التواصل مع الآخرين، بلغة الحوار والتفاهم، لا يستخدم يده أو علو صوته.
- الرجل الحقيقي هو من يملك القدرة على أن يتخذ القرارات بتعقل، لا تحت وطأة عواطفه ومشاعره.
- الرجل الحقيقي هو الذي يخاف على أعراض الآخرين وأموالهم، كما لو كانت تخصه.
- الرجل الحقيقي يحترم الآخرين حتى لو كان عدوه، ولا يهين أحدا بل يحاول فعل الصواب أو الوصول إليه.
- الرجل الحقيقي هو «إنسان»، يرحم، يحس، يقدر، يحسن، يبادر، ينصر، يحق الحق، ويخشى الله.
تلك أبرز علامات الرجولة، لكن من المسؤول عنها؟!
الوالدين، المجتمع، المؤسسات الدينية، المدرسة، الإعلام، مؤسسات المجتمع ككل..!
القرار لكم.