
المكان: شارع الخليج
الزمان: يوم الأربعاء مساء
الحدث: شاب مستهتر في مطلع العشرينات يقود دراجة نارية، خلفه سيارة تقودها شابة محترمة.
قد يستغرب الكل لما وصفته بالمستهتر ووصفتها بالمحترمة، فلست منحازة أو عنصرية، لكن لأن ما حصل تاليا هو ما أكد كلامي، فالشاب كان واقفا على الدراجة يستعرض، ودراجته بدون لوحات، التفت للخلف واكتشف أن خلفه بنت، بدأ بالتوقف أمامها، وضغط الفرامل بصورة متنوعة بحيث لا تعرف أن تضغط فرامل سيارتها أم تكمل سيرها، ومع هذا لم تفعل سوى أن حركت مصابيحها لينتبه أمامه، واستمر بفعله، فاستبدلت حارتها بأخرى، ولم تفعل له شيئا.
خفف سرعته ليصبح قربها، فضرب مرآتها الجانبية بيده بقوة، حتى انطوت بالاتجاه الآخر، وتعداها ورفع إصبعه الأوسط لها، ثم أشار لها بيده كتحد منه لها أن تلحق به، كونه على دراجة وسيفلت منها بين الزحام.
لم تلحقه ولم تفعل شيئا سوى أنها دخلت لأقرب موقف سيارات لتعدل المرآة الجانبية، والمضي بسبيلها، وحتى لو أرادت أن تقدم بلاغا فيه، لن تتمكن من ذلك لعدم وجود لوحات.
لنفترض أنها كانت قليلة أدب، أو رجل، ماذا سيكون رد فعلها؟!
لنفترض أنها كانت «جديدة» بعالم القيادة، ولا تحسنها كمهارة، وبدل أن تضغط على الفرامل، ضغطت على دواسة الوقود، وصدمته، أو حتى فرمته تحت عجلاتها، ماذا سيكون موقفه لو عاش، وما هو رد فعل أهله؟!
لنفترض نفس الافتراض السابق، حداثتها بالقيادة، وشعرت بالخوف والرهبة، ما أدى إلى اصطدامها بسيارة أخرى أو انقلابها بأسوأ الأحوال، كيف سيكون موقف أهلها، وما هي أخبار ضميره لو كان عنده ضمير؟!
لنفترض أن شرطيا أو شخصا فاضلا شهد الواقعة، واستطاع الإمساك به، وتقديمه للشرطة، كيف سيكون رد فعله؟ ورد فعل والده حين يعلم أن عليه دفع مبلغ وقدره لإخراج ابنه من السجن؟!
الكثير من الافتراضات التي أستطيع أن افترضها، لكن يبقى السؤال المهم…
هل هذه هي مواصفات «الرجل»؟
وللحديث بقية!