
قرار أزعجني كثيرا، وبالتأكيد أرق وأقلق الكثير من أولياء الأمور، وهو قرار إغلاق كافة الأنشطة الخاصة بالأطفال، بما فيها النوادي الصيفية، ليتم التراجع عن الحضانات، بشرط عدم دخول غير المطعمين.
لن أتحدث عن الأضرار التي ستلحق بأصحاب الأندية أو أصحاب الحضانات فيما لو لم يتم التراجع عن هذا القرار، كالخسائر المالية التي لن تقل عن 15 مليون دينار كويتي، ترتبط بالإيجارات ورواتب الموظفين وقيمة اشتراكات الطلبة، أو الخسائر الاجتماعية والنفسية لفقدان موظفي تلك الأنشطة وظائفهم.
كما لن أتحدث عن وصف القرار، كما وصفه الكثير من التربويين أو الناشطين أو حتى المغردين بأنه «متخبط» أو «غير مدروس» أو غيرها من الصفات التي لا أرغب بذكرها، وأحد نتائجه ربكة لأولياء الأمور الموظفين.
ولن أتحدث عن علاقة القرار بتطعيم أولياء الأمور، أو علاقته بارتفاع حالات كورونا.
ما أريد قوله وهو الشيء المهم، بل الأكثر أهمية بالنسبة لي هو «الأطفال»، فخمسة سنوات من عمري قضيتها في الجامعة وأنا أدرس الطفل من كل جوانبه النمائية والنفسية والاجتماعية، وحاجاته المرتبطة بها، لأقضي ما يزيد عن عقد من الزمن بسنوات وأنا أعلمهم، وأتعلم منهم، وأكتشف أفضل السبل لنموهم وتنميتهم، وأجد أفضل الحلول لمشاكلهم، وابتكر أفضل الطرق لإيصال المعلومة لعقولهم، واليوم تقف الحكومة كاملة أمام أهم احتياج لهم، (الحركة).
فالطفل من خلال الحركة يكتشف ويتعلم، ينمو ويتطور.. يعبر وتقوى عضلاته وتنمو أوتاره ومفاصله، يستحث تفكيره ويجهز عقله للإدراك والتعلم، والأهم مفيد لصحته، وصحة عقله وقلبه وجسده.
كل الأطباء، العلماء، الباحثون، الحكماء، الفلاسفة، المعلمون، المهتمون، وحتى أولياء الأمور، جميعهم يتفقون على أن الحركة مهمة للطفل، كما تجمع على ذلك كل الحضارات والثقافات، الشرقية منها والغربية، لكن الغريب أن أحدا يتخذ قرارا مثل هذا القرار بهذه الأهمية البالغة، خصوصا بعد أن قضى الأطفال ما يقرب على السنتين وهم حبيسي جدران المنازل، بلا مدارس، أو أنشطة، أو أماكن تزار، وحتى الحدائق كان وقت فتحها للجمهور محدود وقريب من الوقت الحالي. لكن… لا أستبعد مثل هذا القرار إذا كان صاحبه قد نشأ بمجتمع عربي يرى أن الطفل لا يفهم ويسمى (جاهل)، ويرفض اصطحاب الأطفال إلى أرقى الأماكن كالمطاعم والحفلات والمناسبات، بعذر يكتب على بطاقات الدعوة، (جنة الأطفال منازلهم).
•ملاحظة: الأطفال هم جنتك هنا وهناك، هم جنة منزلك، ومستقبل وطنك.