نوف الفرحان | التحلطم الإيجابي: «حلم سيمبسون»

نوف الفرحان
نوف الفرحان

سألني أخي الأصغر قبل يومين، كيف تنبأ المسلسل الكرتوني «سيمبسون» بالأحداث التي تحصل الآن؟ 

فكان ردي: من خلال المنطق، الأدلة والبراهين، و…… 

حلم رأيته ذات ليلة، مليء بالأحداث غير الخيالية، التي جعلتني أحتار، ماذا أسميه؟ رؤية أم كابوس! 

رأيت فيما يرى النائم، أن «سامسون»، عفواً أقصد «سيمبسون» جالس على أريكته البنية الشهيرة، وعلى الطاولة الزرقاء البعيدة خلفه رزنامة تشير للعام عشرين مكرر، تعلوها الساعة التي تشير إلى السادسة والنصف مساء. كان يشاهد التلفاز حيث ظهر شخص اسمه «إبراهيم الكندوري»، يسلم على رجل بجلد بقرة ورأس أفعى، سلامه منعه من أخذ الزيتون من على الطاولة بينهما، فوقع نظره على مشرط الجراح، الواقع قرب صحن الزيتون، لكن بعمق الشاشة هناك شخص مختبئ تحت الطاولة ويمد يده ليد رجل الأفعى اليسرى وبراحته زيتون. 

أغلق التلفاز وخرج من المنزل، فوجد مجموعة من الأشخاص، بشرتهم كرقعة شطرنج، يتقاطع بياضها مع سوادها، يجلسون على حافة الطريق، قرب الصخور والقناني الزجاجية، فوقف رجل فاضل قرب «سيمبسون»، فبدأت تمطر على رأس «سيمبسون» النقود، بدلا من المحتاجين الفعليين. 

توقف «سيمبسون» بانتظار المزيد حتى امتلأت بطنه، ثلث بدنانير، وثلث بريالات، وثلث بدراهم. ضحك فرحا واختفت كل النقود. 

وصل رجل الأفعى، وأعلن «سيمبسون» عن احتفال بحديقة منزله، وصار أشقاء «إبراهيم الكندوري» يتوافدون ويسلمون على رجل الأفعى و«سيمبسون»، ويمتزجون مع رجال الشطرنج، الذين بدأوا بلم الحجارة من أرض الحديقة، قبل أن ينادي «إبراهيم الكندوري» أشقائه لاحتضان رجل الأفعى وأخذ لقطة تذكارية، وفجأة أمسك طفل من رجال الشطرنج بغصن زيتون، وصرخ بهم: يا….

استيقظت على صوت المنبه لأتناول سحوري قبل الإمساك. 

هذا قد يكون أضغاث أحلام، أو واقع بعالم مواز، فأنا لا أتنبأ، ولا أقرأ المستقبل، أنا أقرأ الحاضر المبني على الماضي الذي يرسم المستقبل. 

ربما لا تبدو كتحلطم، وربما هي تحلطم بالأعماق، أريد منه استثارة انتباهكم لما يحصل، وفهم الأمور بعمق، لا أخذها بشكل سطحي، قائم على المشاعر. 

فبعض التحلطم، يثير الانتباه، يعيد تشكيل أنظمة المخ، لتفكر بالطريقة الثانية، وتنظر من الزاوية الأخرى. على عكس التحلطم الزائد، السبب الرئيسي لأمراض القلب وجلطات المجتمع. 

وعلى فكرة..  #أنا_عقبة

شاهد أيضاً

دانة الراشد

دانة الراشد | كن لطيفا

اللطف صفة يستهين بها البعض ويستخف بها الكثيرون، فلا ندرك أثرها الكبير على الأنفس إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *