
منذ صغرنا ونحن نسمع «البضاعة الصينية منتجات مقلدة»، و«المنتجات الصينية سعرها رخيص» و «الصين يعني جودة رديئة»، حتى باتت المنتجات الصينية بالنسبة لنا مرادفا للجودة السيئة والسعر الرخيص..
لكننا وصلنا اليوم إلى درجة أصبحت فيها الصين هي مصنع العالم، بعد أن كانت بريطانيا وألمانيا واليابان وكوريا على التوالي هي مصنع العالم، لكني لن أتطرق إلى ما كنا نتداوله بالأمس عن رداءة المنتجات الصينية، الذي كان يترادف مع النظرة إلى المنتجات الألمانية في بريطانيا، والنظرة إلى المنتجات اليابانية والكورية في الغرب، كما لن أتطرق إلى السبب في هذه النظرة ومن صاحبها، بل سأتطرق إلى جودة بعض المنتجات المقلدة، التي فاقت بجودتها ومضمونها المنتج الأصلي، حتى صارت كأنها شيء جديد لا يمت للأصل بصلة، وإن تشابها بالشكل.
منذ بداية الجائحة والعالم كله ناقم على الصين «فعلتها» رغم أن الشعوب الناقمة لم تتوقف عن طلب المنتجات الصينية من المواقع الشهيرة أو الرخيصة الثمن، بل أن هناك شركات ذات الفرد الواحد تم إنشاؤها من خلال الاعتماد على المنتجات الصينية التي انخفضت قيمتها إثر الجائحة، ومن ثم بيعها بثمن غال نسبة إلى مكان الشركة أو طرق تغليفها.
ومنذ ضياع الصاروخ الصيني، والعالم بين من يضحك ظنا منه أنها لا تتجاوز المزحة، وآخرون يرجون سقوط الصاروخ على منازلهم طمعا بالتعويض الضخم، فيما هناك نسبة قليلة كانت خائفة مما يجري، لكن هناك فئة أخذت الموضوع بإيجابية، فانتشرت رسائل فحواها: (كن كالصاروخ الصيني، لا تخبر أحدا عن وجهتك وأهدافك، واجعلهم يخشون حتى سقوطك).
خلاصة الأمر، إن كنت تقلد الناجحين، ستصل إلى مرحلة ربما تصبح أنجح منهم، وإن كنت تعمل بصمت ستصل إلى مرحلة ربما يخشى الناس سقوطك، وإن كنت أجوف من الداخل فلن تسمع سوى صدى تحلطمك الصادر عن فراغات روحك.
•تحذير:
التحلطم الزائد سبب رئيسي لأمراض القلب وجلطات المجتمع.